الخميس 16 اكتوبر 2025

فن

في ذكرى ميلاده.. أحمد شوقي ما زال يُغنى

  • 16-10-2025 | 03:57

أحمد شوقي

طباعة
  • ياسمين محمد

في ذكرى ميلاد أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي ولد قبل 150 عامًا، يعود الحديث عن الإرث الأدبي والفني الغزير الذي تركه وراءه، والذي لم يقتصر على دواوين الشعر فحسب، بل امتد إلى عالم الغناء والطرب، ليخلد كبار المطربين كلماته بصوتهم ويمنحوا قصائده حياة جديدة تتوارثها الأجيال.

كتب شوقي مئات القصائد التي تزينت بها حناجر كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وجارة القمر فيروز، فامتزج الشعر بالموسيقى في تجربة فنية نادرة جعلت منه أحد أكثر الشعراء حضورا في ذاكرة الطرب العربي.


 أم كلثوم.. الصوت الذي أنشد شعر أمير الشعراء

غنت كوكب الشرق أم كلثوم ما يقرب من عشر قصائد من أشعار أحمد شوقي، من بينها القصيدة الشهيرة «سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها»، التي كتبها شوقي خصيصا لها، إلى جانب روائع خالدة مثل «سلوا قلبي»، «ولد الهدى»، «إلى عرفات الله»، «عيد الدهر»، و«تلفّتت ظبية الوادي».


وقد كانت أم كلثوم تفخر كثيرا بأن شوقي خصها بكلماته، معتبرة أن التعاون معه منح صوتها عمقا أدبيا وفنيا فريدا.


 عبد الوهاب.. صداقة أبدعت روائع الغناء

جمعت بين أحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب علاقة صداقة وثيقة رغم فارق السن الكبير، وكانت هذه الصداقة ثمرة لأعمال غنائية لا تُنسى، مثل «مضناك جفاه مرقده»، «في الليل لما خلى»، «بلبل حيران»، «أنا أنطونيو»، و«قصيدة دمشق».
استطاع عبد الوهاب أن يحوّل قصائد شوقي إلى ألحان خالدة امتزج فيها الشعر بالموسيقى الرفيعة، مؤكّدًا أن الكلمة الراقية يمكن أن تكون نغمة خالدة بحد ذاتها.


 فيروز.. جارة القمر تُغني من أشعار شوقي

لم يكن حضور شوقي مقتصرا على مصر، فقد وصلت كلماته إلى لبنان عبر صوت فيروز، التي غنّت قصيدته الشهيرة «يا جارة الوادي»، بعد أن قدمها عبد الوهاب بصوته من قبل، لتصبح واحدة من أجمل ما تغنت به فيروز في سجلها العربي.


47 قصيدة مغناة.. إرث شعري بصوت الموسيقى

بلغ رصيد القصائد المغناة لأحمد شوقي نحو 47 قصيدة، كان لأم كلثوم وعبد الوهاب النصيب الأكبر منها، فيما غنى من كلماته أيضا مطربون آخرون مثل إبراهيم حمودة وفتحية أحمد وعبد الغني السيد.

بهذا الإرث الغنائي الثري، أصبح شوقي أحد أبرز الشعراء الذين تجاوزت قصائدهم حدود الورق لتعيش في وجدان الناس عبر الألحان والأصوات الخالدة.


 شوقي يكتب في مديح ورثاء فناني عصره

ولم يكتفِ شوقي بكتابة القصائد التي تغنّى بها الآخرون، بل عبّر في أشعاره عن تقديره للفن وأهله، فكتب قصائد في مديح ورثاء كبار مطربي عصره مثل عبده الحامولي وعبد الحي حلمي وسلامة حجازي وسيد درويش، ليصبح بحق شاعر الفن والوجدان العربي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة