تهدف زامبيا، ثاني أكبر منتج للنحاس في أفريقيا بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى استخراج ما يصل إلى 3 ملايين طن من المعدن الأحمر سنويا بحلول عام 2031. وبينما خفض المنجم الكونغولي الرئيسي توقعاته لعام 2025، تتجه لوساكا نحو إنتاج قياسي من النحاس لهذا العام.
وذكرت وكالة /ايكوفين/ المتخصصة في الشئون المالية والاقتصادية، أن سعر النحاس للتسليم تجاوز خلال ثلاثة أشهر حاجز 11,000 دولار أمريكي الأسبوع الماضي، أي أقل بنحو 100 دولار فقط من ذروته التاريخية (11,104 دولارات أمريكية) التي سجلت في مايو 2024. ورغم انخفاضه إلى 10,820 دولارا أمريكيا للطن يوم الاثنين 13 أكتوبر، فقد ارتفع سعر المعدن الأحمر بنحو 20% منذ بداية العام، مما يعود بالنفع على الشركات المنتجة. وبينما تراقب الدول الأفريقية الرئيسية المنتجة هذا التطور عن كثب، فإن زامبيا لديها أسبابها الأقوى للرضا عن هذه الأسعار المرتفعة والتوقعات الإيجابية على المدى المتوسط.
وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، شهدت زامبيا، الواقعة في جنوب أفريقيا، انخفاضا في إنتاجها السنوي من النحاس ثلاث مرات، وهو اتجاه لم ينعكس إلا في عام 2024. ومن المتوقع أن يستمر هذا التحسن هذا العام، حيث تهدف لوساكا إلى تحقيق إنجاز رمزي يتمثل في إنتاج مليون طن من النحاس في عام 2025، مقارنة ب 821 ألف طن في عام 2024. ومن خلال الحفاظ على هذا الزخم، تتوقع البلاد زيادة في عائدات صادراتها، بالإضافة إلى إيرادات ميزانيتها من عائدات التعدين.
ووفقا لتقديرات العديد من المحللين، يمكن لزامبيا أيضا الاعتماد على سوق مواتية على المدى المتوسط. وبينما تهدف البلاد إلى إنتاج ما يصل إلى 3 ملايين طن من النحاس بحلول عام 2031، تشير جولدمان ساكس إلى أنه من المتوقع أن تظل أسعار المعدن الأحمر في نطاق يتراوح بين 10 آلاف و11 ألف دولار للطن خلال العامين المقبلين. وبالنسبة للفترة 2026-2028، يتوقع بنك /يو.بي.إس/ أن يصل سعر الذروة إلى 6 دولارات للرطل، أو 13250 دولارا للطن.
وتطمئن هذه التوقعات شركات التعدين العاملة في زامبيا، والتي أعلنت عن استثمارات ضخمة في السنوات الأخيرة لزيادة إنتاج النحاس. ووفقا لوزارة المعادن الزامبية، خصصت استثمارات بقيمة 9.3 مليار دولار لقطاع التعدين منذ عام 2024. ومن بين هذه المشاريع، تخطط شركة باريك للتعدين لمضاعفة إنتاجها من النحاس في لوموانا بمشروع بقيمة ملياري دولار، بينما تخطط شركة JCHX الصينية لاستثمار 300 مليون دولار لتمديد عمر منجم لوبامبي التابع لها.
تجدر الإشارة إلى أن توقعات سوق النحاس لا تزال مدفوعة بأساسيات متينة، على الرغم من عدم اليقين المحيط باتجاهات الأسعار على المدى المتوسط. وبينما ساهمت اضطرابات العرض الاقتصادي الملحوظة منذ بداية العام في تضييق السوق وارتفاع الأسعار، فإن مخاطر النقص نفسها قائمة على المدى الطويل. ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، سيكون العرض أقل بنسبة 30% من الكمية المطلوبة بحلول عام 2035 إذا لم تضخ استثمارات ضخمة.