قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه منح وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تفويضًا لتنفيذ عمليات في فنزويلا، في خطوة تُعد تصعيدًا جديدًا للضغوط الأمريكية على الرئيس نيكولاس مادورو، بالتزامن مع سلسلة ضربات استهدفت قوارب يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات قبالة السواحل الكاريبية للبلاد.
وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الخميس أن ترامب رفض في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض تأكيد ما إذا كان التفويض يشمل الإطاحة بمادورو، قائلاً: «أعتقد أن فنزويلا بدأت تشعر بالحرارة».
ووقّع ترامب وثيقة سرية تُعرف باسم "الاستنتاج الرئاسي"، تمنح وكالة الاستخبارات المركزية صلاحيات لإطلاق عمليات سرية في دول أجنبية، تشمل جمع المعلومات وتدريب قوات معارضة وتنفيذ ضربات دقيقة.
وقال أشخاص مطلعون إن الوكالة عززت وجودها في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطى ضمن حملة الإدارة ضد شبكات تهريب المخدرات في نصف الكرة الغربي، مضيفين أن مهامها تقتصر حاليًا على جمع المعلومات الاستخباراتية.
وفي خطاب متلفز، ندد مادورو بما وصفه بـ«سجل السي آي إيه في الانقلابات وتغيير الأنظمة» في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، مؤكدًا أن «أمريكا اللاتينية ترفض مثل هذه التدخلات».
وأعربت وزارة الخارجية الفنزويلية عن «قلق بالغ» مما اعتبرته «انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، معلنة نيتها التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن.
وقال مسؤولون أمريكيون سابقون إن الوكالة لا تشارك مباشرة في الضربات التي نُفذت ضد قوارب يُشتبه بأنها لتهريب المخدرات، والتي أسفرت عن مقتل 27 شخصًا، مشيرين إلى أن العمليات تُدار من قبل وحدات خاصة تابعة لوزارة الدفاع.
وأضاف ترامب أن تفويض الوكالة جاء بسبب ما وصفه بإطلاق فنزويلا لسجناءها نحو الولايات المتحدة، ولأن «كميات كبيرة من المخدرات تدخل من فنزويلا».
وتقول إدارة ترامب إن مادورو، الذي يحكم منذ نحو 13 عامًا، بقي في السلطة بصورة غير قانونية بعد «تزوير» الانتخابات الأخيرة، مشيرة إلى أن الهدف من الإجراءات الأمريكية ليس «تغيير النظام» بل مواجهة ما تصفه بـ«منظمات إرهابية أجنبية» متورطة في تهريب الكوكايين والفنتانيل.