الأحد 19 اكتوبر 2025

سيدتي

كيف تفرق الأم بين اللعب والتنمر في حياة طفلها المدرسية؟| خاص

  • 19-10-2025 | 09:15

اللعب والتنمر في حياة طفلك بالمدرسة

طباعة
  • فاطمة الحسيني

في العديد من المدارس، يختلط صوت الضحك أحيانًا بصوت الأذى، فقد يبدأ الأمر كمزاح بسيط بين الأطفال، لكنه قد يتحول تدريجيًا إلى تنمر يترك أثرًا نفسيًا عميقًا، وبينما يجد بعض الأطفال صعوبة في التفرقة بين حدود الدعابة والإيذاء، تقع على عاتق الأمهات مهمة كبيرة في توعية صغارهن بكيفية حماية أنفسهم وفهم معنى الحدود داخل دائرة اللعب المدرسي، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع استشارية تربوية الشعرة ما بين المزاح والتنمر والتي يجب أن تدركها كل أم لصالح صغيرها.

ومن جهتها، أوضحت الدكتورة وسام منير، خبيرة الاستشارات النفسية والتربوية ومدرس بكلية التربية بإحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أن هناك فرقًا جوهريًا بين المزاح والتنمر، فالمزاح هو تفاعل متبادل بين طرفين أو أكثر يتبادلون الضحك في موقف محدد، ويكون ممتعًا للجميع، لكن عندما يشعر أحد الأطراف بعدم الارتياح أو يطلب التوقف، يجب على الآخرين احترام ذلك فورًا، أما التنمر، فهو سلوك مقصود ومتكرر، يهدف لإيذاء الطرف الآخر، سواء كان الإيذاء لفظيًا أو جسديًا أو اجتماعيًا، وغالبًا ما يمارسه شخص ضد مجموعة أو العكس، و خطورته تكمن في تكراره وتأثيره القاسي على نفسية الطفل وثقته بنفسه.

وشددت خبيرة الاستشارات التربوية، على أهمية أن يتعلم الطفل وضع حدود واضحة في التعامل مع أقرانه، وأن يعرف متى يتحول اللعب إلى شيء غير مقبول، وتدريبه على طلب المساعدة من الكبار داخل المدرسة مثل المعلمة أو المشرف، إذا شعر أن الموقف تجاوز حد المزاح، مع تعزيز ثقته في أن قول الحقيقة ليس ضعفًا، بل شجاعة تحميه من الأذى النفسي أو الجسدي، أما بالنسبة لدور الأم وهي خط الدفاع الأول في اكتشاف أي علامات تشير إلى تعرض طفلها للتنمر، سواء من خلال تصرفاته أو حالته النفسية، فعليها الانتباه إلى العديد من الإشارات والتي منها ما يلي:

-إذا لاحظت الأم أن طفلها أصبح منطويًا، أو يرفض الذهاب إلى المدرسة.

-معاناة الطفل من القلق المستمر.

- التبول لا إرادي.

-الحزن الشديد والاكتئاب.

وأضافت أن على الأمهات ضرورة الإنصات لأبنائهن دون مقاطعة أو تشكيك، لأن شعور الطفل بأن أمه تصدقه وتقف بجانبه يمنحه الأمان والقوة للتحدث عما يتعرض له، وفي حال فشل الحوار المنزلي، عليها التوجه مباشرة إلى المدرسة والتواصل مع الإدارة أو الأخصائي الاجتماعي لوضع حد للسلوك المؤذي قبل أن يتفاقم تأثيره النفسي على الطفل.

واختتمت مؤكدة على ضرورة تعزز الأم لوعي طفلها، باستخدام القصص والألعاب التفاعلية لتعليم الطفل الفرق بين اللعب الآمن والإيذاء، كأن تطلب من صغيرها أن يتخيل نفسه مكان الطرف المتضرر وتسأله: "هل هذا الموقف يجعلك تضحك أم يضايقك؟"، حتى يتعلم التفرقة بين المزاح المقبول والسلوك الجارح، وأن تعلمه أهمية احترام مشاعر الآخرين، وألا يشارك في سخرية أو إيذاء مهما كان بسيطًا، فالتربية على التعاطف هي الدرع الحقيقي ضد التنمر.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة