في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر من عام 1859، وُلد الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون في باريس، ويعد من أهم الفلاسفة في العصر الحديث، كان نفوذه واسعا وعميقا فقد أذاع لونا من التفكير وأسلوبا من التعبير تركا بصماتهما على مجمل النتاج الفكري في مرحلة الخمسينيات،
ولقد حاول أن ينقذ القيم التي أطاحها المذهب المادي، مؤكدًا إيمانا لا يتزعزع بالروح، وقد حصل على جائزة نوبل للآداب عام1927.
ولد برجسون لعائلة متعددة الثقافات، والده بولندي الأصل ووالدته إنجليزية، لكنه نشأ وتعلّم في فرنسا، حيث تفتّحت موهبته الفلسفية في مدرسة كوندروسيه ثم في المدرسة العليا للأساتذة، حصل على الدكتوراه عام 1889، وبدأ مسيرته الأكاديمية كأستاذ للفلسفة، قبل أن يُنتخب عضوًا في الأكاديمية الفرنسية عام 1914.
برجسون رفض الفلسفات العقلانية الجامدة التي سادت القرن التاسع عشر، وطرح بديلًا يقوم على الحدس و الصيرورة، في كتابه الأول "الزمن والإرادة الحرة" ، ميّز بين الزمن الفيزيائي (الكمّي) والزمن الشعوري (الكيفي)، مؤكدًا أن التجربة الداخلية لا يمكن اختزالها إلى معادلات رياضية.
في كتابه "التطور الخلاق"، قدّم مفهومه الشهير "الدفع الحيوي"، وهو قوة داخلية تدفع الحياة نحو الإبداع والتطور، بعيدًا عن الحتمية الميكانيكية، هذه الفكرة أثّرت لاحقًا في علم النفس، والأدب، وحتى في نظرية النشوء والارتقاء
أبرز مؤلفاته
- الزمن والإرادة الحرة (1889)
- المادة والذاكرة (1896)
- الضحك (1900) – دراسة فلسفية في الكوميديا
- التطور الخلاق (1907)
- الطاقة الروحية (1919)
جائزة نوبل للآداب
في عام 1927، حصل برجسون على جائزة نوبل في الأدب ، ليس فقط لفكره الفلسفي، بل لأسلوبه الأدبي الرفيع الذي جمع بين العمق والوضوح، وجعل من الفلسفة خطابًا إنسانيًا لا نخبويًا.
برجسون لم يكن ضد العلم، لكنه رأى أن العقل وحده لا يكفي لفهم الحياة، في كتابه "الطاقة الروحية"، دافع عن وجود الروح، واعتبر أن الحدس هو الوسيلة لفهم ما وراء المادة، كان أقرب إلى التصوف الفلسفي، ورفض الانغلاق الديني أو المادي.
توفى في 4 يناير 1941 عن عمر يناهز الـ 81 سنة.