تصادف اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الألماني هاينريش فون كلايست، أحد أبرز الأسماء الأدبية في مطلع القرن التاسع عشر، كان كلايست كاتبًا مسرحيًا وقاصًا وشاعرًا تميز بمساره المستقل، إذ اختار الابتعاد عن الحياة الأدبية السائدة في عصره، ولم ينتمِ إلى التيارات الكبرى آنذاك مثل الكلاسيكية الفايمارية أو الرومانسية.
ولد هاينريش فون كلايست في 18 أكتوبر 1777 بفرانكفورت، حيث نشأ في عائلة عسكرية، وبدأ حياته المهنية كضابط في الجيش البروسي، لكنه سرعان ما ترك الخدمة ليتفرغ للفكر والأدب.
درس الفلسفة والرياضيات والموسيقى، وتأثر بكتابات جان جاك روسو، ما دفعه إلى تبني نظرة نقدية تجاه العقلانية المطلقة، والبحث عن الحقيقة في التجربة الداخلية لا في المنطق المجرد.
أعماله تتسم بالتوتر، بالعنف الداخلي، وبالأسئلة الوجودية التي لا تجد إجابة،شخصياته غالبًا ما تكون ممزقة بين الواجب والرغبة، بين القانون والعاطفة، بين النظام والفوضى.
أبرز أعماله: روبرت جويسكارد، عائلة شروفنشتاين، الجرة المكسورة، أمفيتريون، الزلزال الذي حدث في تشيلي، ماركيزة فون أو...، مذبحة هرمان، بينتيزيليا، كيشتن فون هايلبرون، ميشائيل كولهاس، حول مسرح العرائس، الأمير فريدريش فون هومبورج.
في 21 نوفمبر عام 1811، أقدم كلايست على الانتحار مع صديقته هنرييت فوجل، التي كانت تعاني من مرض عضال، ترك رسالة وداع مؤثرة، عبّر فيها عن يأسه من العالم، وعن رغبته في الخلاص، هذه النهاية المأساوية أضفت على أعماله طابعًا نبوئيًا، وجعلت منه رمزًا للكاتب الذي لم يجد مكانًا في عصره.