قال رئيس نادي صيادلة مصر، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب الدكتور محمد عصمت، إنه في إطار جهود الدولة المصرية نحو بناء منظومة دوائية متكاملة؛ تضمن وصول الدواء الآمن والفعال إلى المريض المصري، تأتي منظومة التتبع الدوائي التي أطلقتها هيئة الدواء المصرية كأحد أهم المشروعات القومية لتنظيم سوق الدواء ومواجهة ظواهر الغش والتهريب والتلاعب في سلاسل الإمداد.
وأضاف الدكتور محمد عصمت - في تصريح اليوم السبت - أن نظام التتبع الدوائي، هو منظومة رقمية متكاملة تقوم على تتبع كل عبوة دواء من لحظة تصنيعها داخل المصنع مرورًا بالموزع والصيدلية وحتى وصولها إلى المريض، من خلال كود تسلسلي فريد يُسجل على كل عبوة ويتيح معرفة مصدرها وتاريخ إنتاجها وتحركاتها بدقة عالية، مشيرًا إلى أن هذا النظام يجعل من المستحيل تقريبًا تداول أي دواء مجهول المصدر أو غير مسجل، ويمنح المريض الثقة في أن ما يتناوله آمن وفعّال.
وأكد أن منظومة التتبع الدوائي تهدف إلى القضاء على الأدوية المغشوشة أو المهربة، وضبط سلسلة الإمداد الدوائي داخل السوق المصري، وتمكين هيئة الدواء من متابعة حركة الدواء لحظيًا في كل مراحل التداول، وتقليل الفاقد والمرتجعات وتحسين إدارة المخزون، وبناء قاعدة بيانات قومية شاملة عن استهلاك الدواء في مصر.
وأوضح أن نجاح هذه المنظومة يحتاج إلى تكاتف الجميع سواء المصنعين، والموزعين، والصيدليات، والمؤسسات النقابية والمجتمعية، لافتا إلى أن نادي صيادلة مصر يعلن تأييده الكامل ودعمه لهيئة الدواء المصرية في هذا المشروع الحيوي الذي يمثل نقلة نوعية في حماية المريض والصيدلي والمستثمر على حد سواء، فالتتبع الدوائي ليس مجرد إجراء إداري، بل درع وقائي يحافظ على سمعة الدواء المصري ويدعم تصديره للأسواق الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن الصيدليات حلقة رئيسية في المنظومة؛ فهي الجهة التي تتعامل مباشرة مع المريض، لذلك يجب توفير برامج تدريبية وأدوات تكنولوجية سهلة الاستخدام تمكّن الصيدلي من التعامل مع الأكواد الإلكترونية ومتابعة حركة الدواء إلكترونيًا، مؤكدًا على أن تمكين الصيدلي في هذه المنظومة يعني تعزيز دوره الرقابي والمهني، وتحويله إلى شريك فعلي في حماية الأمن الدوائي للدولة.
ونوه بأن دور نادي صيادلة مصر، بصفته كيانًا يعبر عن الصيادلة ويدافع عن مصالحهم، يؤكد التزامه بالتوعية والتثقيف حول أهمية التتبع الدوائي وفوائده، والتعاون مع هيئة الدواء المصرية في تنفيذ ورش العمل والندوات التدريبية للصيادلة، ودعم التحول الرقمي للصيدليات وتسهيل اندماجها في المنظومة، ورفع مقترحات عملية تضمن تطبيق النظام دون إرهاق الصيدلي ماديًا أو إداريًا، والتنسيق مع شركات التكنولوجيا لتوفير حلول برمجية بتكلفة مناسبة للصيدليات الصغيرة والمتوسطة.
وشدد على أن نجاح منظومة التتبع الدوائي يجب أن نتعامل معها كمشروع وطني تشاركي، يتعاون فيه الجميع من أجل المصلحة العامة، والنجاح يبدأ من الوعي، يمر عبر التدريب والتقنية، ويكتمل بـ الدعم المؤسسي للصيدلي الذي يمثل الجسر بين المريض والدولة، أن نادي صيادلة مصر يؤكد أن دعم منظومة التتبع الدوائي هو واجب وطني ومهني في آن واحد، لأنه يضمن عدالة السوق، ويحمي المريض، ويرفع من كفاءة المنظومة الدوائية المصرية لتكون نموذجًا يحتذى به في المنطقة.