حالة من القلق سادت الأوساط الروسية في ظل مساع أوكرانية للحصول على صواريخ "توماهوك" الأمريكية، بهدف استخدامها في سياق الحرب المستمرة مع موسكو منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو ما قد يمنح كييف دفعة عسكرية جديدة ويزيد من تعقيد المشهد الميداني.
أوكرانيا تريد "توماهوك"
وعقدت أوكرانيا خلال الفترة الأخيرة محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تزويدها بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، والتي من شأنها أن تعطي لكييف القدرة على ضرب موسكو.
وجعل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي هذا الملف على رأس أولوياته خلال مباحثاتها التي أجرها مع الرئيس ترامب، أمس الجمعة، في واشنطن.
وبينما يؤكد ترامب علانية أن أمر منح كييف صواريخ "توماهوك" في الوقت الحالي مستبعد، فإن زيلينسكي أكد أنه اتفق معه على عدم التصريح بهذا الشأن، لأن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد.
وحسب ما أورده موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن زيلينسكي خلال الاجتماع ضغط بقوة للحصول على صواريخ "توماهوك"، لكن ترامب ردّ بقوة ولم يُظهر أي مرونة.
ولم يخفِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال جمعه مع ترامب، الخميس، مخاوفه بشأن حصول كييف على صواريخ ""توماهوك"".
فيما قال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرجي ناريشكين، إنَّ توريد صواريخ "توماهوك"المجنَّحة الأمريكية إلى أوكرانيا سيزيد بشكل كبير من المخاطر الأمنية العالمية.
وأكد ناريشكين أنَّ بلاده ستعتبر توريد صواريخ "توماهوك"إلى أوكرانيا عملاً عدائيًا، الأمر الذي سيؤدي إلى تصاعد حاد في مستوى المخاطر الأمنية العالمية.
وبينما أكد ترامب عقب اتصاله مع بوتين أن بلاده لن تمنح أوكرانيا هذه الصواريخ، قالت مصادر لشبكة CNN الأمريكية إنه لم يستبعد إمكانية إرسال هذه الصواريخ إلى أوكرانيا خلال مكالمته مع الرئيس الروسي.
وحسب ما نقلته الشبكة، فإن مسؤولين أمريكيين ذكروا أن الرئيس الأمريكي، في السر والعلن، بدا أكثر استعدادًا للسماح لأوكرانيا بالحصول على الصواريخ بعيدة المدى في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف المسؤولون -وفق المصدر ذاته- أن الإدارة وضعت خططًا لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، في حالة إن أصدر ترامب الأمر بذلك، ويؤكدون أنه يمكنه القيام بذلك في أي وقت إذا رأى ذلك مناسبًا.
ووفقًا لما أوردته، فإن ترامب كان يحجم عن ذلك على أمل الحصول من زيلينسكي على فكرة أفضل عن الكيفية التي يخطط بها لاستخدام هذه الأسلحة.
صاروخ "توماهوك"
يُعد صاروخ "توماهوك"أحد أبرز الصواريخ الهجومية بعيدة المدى التي تمتلكها الولايات المتحدة، ويتميز بقدرات تقنية متقدمة جعلته عنصرًا أساسيًا في ترسانة القوات البحرية الأميركية.
ويُصنَّف "توماهوك"كصاروخ كروز بعيد المدى، يصل مداه إلى ما بين 1600 و2500 كيلومتر، ويزن رأسه الحربي نحو 450 كيلوغرامًا.
ويُطلق عادة من السفن الحربية أو الغواصات، إذ صُمم للتحليق بسرعات دون سرعة الصوت وعلى ارتفاعات منخفضة، ما يجعله قادرًا على تفادي أنظمة الرصد والرادارات.
ويعتمد الصاروخ على أنظمة توجيه متطورة تمنحه دقة عالية في إصابة الأهداف البرية، ويبلغ سعر الوحدة الواحدة من هذا الصاروخ نحو 1.3 مليون دولار، ما يعكس قيمته التسليحية المتقدمة في العمليات العسكرية الحديثة.
في الحرب الدائرة في أوكرانيا، تمتلك روسيا قدرة صاروخية مدمرة حين يتعلق الأمر بضرب المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، أما على الجانب الآخر، يفقد الأوكرانيون هذه الميزة، حيث يَقتصر الدعم الغربي لها على صواريخ مداها قصير نسبيًا.
وبهذا يتضح الفارق الذي سيحدث حين تحصل كييف على ""توماهوك""، إذ يقدّر معهد دراسات الحرب الأمريكي وجود 1900 هدف عسكري روسي ضمن مدى صاروخ "توماهوك" الأطول.