يُرى نجم الشعرى، فجر غد الاثنين، متلألئًا بألوان متعددة في السماء بالعين المجردة، في ظاهرة فلكية بديعة يترقبها عشاق الفلك والفضاء، لما تحمله من جمال بصري نادر يمكن مشاهدته دون الحاجة إلى تلسكوبات أو معدات خاصة.
وبحسب الجمعية الفلكية بجدة، فإن الشعرى سيبدو وكأنه يومض بألوان مختلفة عندما يكون منخفضًا نحو الأفق، ويعود السبب إلى انكسار الضوء عبر الغلاف الجوي للأرض، حيث تختلف كثافة الهواء ودرجة حرارته، ما يؤدي إلى تفريق أطوال موجية مختلفة للضوء الأبيض فتظهر للناظر ألوان قوس قزح المتعددة.
علميًا، يعرف هذا التأثير باسم "وميض النجوم"، الذي يكون واضحًا جدًا مع النجوم الساطعة مثل الشعرى بينما النجوم الخافتة تظهر يومضها أقل أو باللون الأبيض فقط.
ووفقًا للفلكية، فإنه عندما يرتفع الشعرى أعلى في السماء قبل ضوء الفجر أو في سماء المساء خلال الشتاء يقل تأثير الغلاف الجوي على الضوء فيظهر النجم بلون أبيض صاف دون تمييز الألوان كما هو الحال عند اقترابه من الأفق.
نجم الشعرى
و"الشعرى"، هو ألمع نجم ليلي في نصف الكرة الأرضية الشمالي ويظهر بوضوح كل خريف وشتاء، وفي الوقت الحالي يشرق بعد منتصف الليل فوق الأفق الجنوبي الشرقي ويمكن تحديد موقعه بسهولة بمساعدة نجوم حزام الجبار الثلاثة.
يشار إلى أن الشعرى، ليس نجمًا واحدًا فقط، بل هو نظام نجمي ثنائي يضم الشعرى A الساطع والشعرى B القزم الأبيض الخافت، الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة.
ويبعد الشعرى عن الأرض حوالي 8.6 سنة ضوئية ويتميز بسطوعه الظاهري الكبير -1.46 ما يجعله أكثر النجوم وضوحا في سماء الليل.
تاريخيًا، استخدم قدماء المصريين الشعرى لتحديد موسم فيضان نهر النيل، كما يعد دليلًا لتحديد مواقع الأبراج المجاورة مثل الجبار الجوزاء في خريطة السماء الشتوية.
مشاهدة الظواهر الفلكية
وتُعتبر الحقول الزراعية، والسواحل، والجبال، والصحاري من أفضل المواقع لمتابعة الظواهر الفلكية بعيدًا عن أضواء المدن، كما يُنصح بترك العين قرابة 20 دقيقة للتكيف مع الظلام لضمان رؤية أوضح.
هذا، مع العلم أن متابعة الظواهر الفلكية آمنة تمامًا ولا تشكل أي مخاطر على الصحة أو النشاط اليومي، باستثناء كسوف الشمس، الذي يُحذر من النظر إليه مباشرة بالعين المجردة نظرًا لضرره البالغ على العين.