الأحد 19 اكتوبر 2025

ثقافة

ملتقى الغربية للرسم والتصوير يختتم جولاته بزيارة الأماكن السياحية بكفر الزيات

  • 19-10-2025 | 16:25

مسجد في محافظة الغربية

طباعة
  • همت مصطفى

استضافت مدينة كفر الزيات، السبت، ختام فعاليات من ملتقى الغربية الأول للرسم والتصوير، والذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة.

جولات اليوم الأخير  تبدأ بزيارة كنسية العذراء مريم 

بدأت جولات الملتقى في يومه الأخير بزيارة كنسية العذراء مريم بقرية إبيار، التابعة لمركز ومدينة كفر الزيات، حيث استمع الفوج لنبذة عن تاريخ الكنيسة الأثرية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع عشر الميلادي، خلال حكم الدولة البيزنطية. 

وتواصلت الفعاليات بزيارة عدد من الأماكن الأثرية، ومن بينها: مسجد سيدي أحمد البجم، ويعتبر أحد أهم المعالم القديمة الأثرية النادرة، وتم تشييده في عام 629 هجرية، 1231 ميلادية، بالإضافة لزيارة سبيل رمضان، وزاوية الشريف.

 الفنانون المشاركون في  ملتقى الغربية الأول للرسم والتصوير

ويقام الملتقى تحت إشراف القوميسير العام الدكتور أحمد رومية، بمشاركة الفنانين: أحمد مجدي، أحمد حسن، علا أشرف، أحمد عيد، عمر رأفت، أسامة القاضي، صلاح شعبان، أشرف كمال، محمد خالد القللي، محسن أبو العزم، فارس أحمد، ندى عمرو، چورج ناصر، مريم عماد، ونيفين ياقوت، مشرفة الفوج.

وعبر  الدكتور أحمد رومية مدرس بالمعهد العالي للفنون التطبيقية بمدينة السادس من أكتوبر وقوميسير الملتقى، عن سعادته بالإشراف على هذا الحدث الفني الذي تناول تيمة «المولد»  كقيمة إنسانية وروحية وثقافية غنية بالرموز والمعاني.

أحمد رومية:الملتقى جمع نخبة من الفنانين من أجيال وتخصصات مختلفة

وأوضح «رومية» أن الملتقى جمع نخبة من الفنانين من أجيال وتخصصات مختلفة، توحدوا جميعا في هدف التعبير عن المولد من خلال رؤى تشكيلية متنوعة تعكس الوجدان الجمعي والعادات الشعبية والروح الصوفية. 

حالة روحية ووجدانية مستوحاة من مشاهد المولد 

وأكد أن تجربته الفنية بالملتقى استندت إلى الرمزية التعبيرية في بناء التكوين، مستخدمًا درجات لونية أحادية «مونوكروم» لتعكس الحالة الروحية والوجدانية المستوحاة من مشاهد المولد وزيارات مقام السيد البدوي.

وأضاف أن الملتقى مثل تجرِبة فنية وإنسانية متكاملة، امتزجت فيها الثقافة الشعبية بالبعد الروحي والاجتماعي، خصوصا ما شاهده الفنانون من مظاهر التكافل والاحتفال الشعبي مثل الباعة والألعاب والعرايس والحلوى ومظاهر الفرح الجماعي، مؤكدًا أن هذه التفاصيل شكلت مصدر إلهام غني للأعمال الفنية المنتجة خلال الملتقى.

 أحمد رومية : الأنشطة  المصاحبة أثرت التجربة البصرية لدى الفنانين

وأشار قوميسير الملتقى إلى أن الأنشطة الثقافية والسياحية المصاحبة، مثل زيارة الكنائس والمساجد الأثرية والقناطر الخيرية، ساهمت في إثراء التجربة البصرية لدى الفنانين، وأتاحت لهم إعادة قراءة التراث المصري بعين معاصرة تربط بين الأصالة والابتكار.

ومن جهته تحدث الفنان الدكتور  أحمد حسن أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر قائلًا: أكثر ما لفت انتباهي في الملتقى هو تنوع الفئات العمرية والفنية المشاركة، ووجود أسماء فنية كبيرة إلى جانب جيل جديد من المبدعين، مما أضفى على الملتقى روح ثرية وتفاعلية.

وأوضح أن عمله الفني نتاج الملتقى هو لوحة تصويرية بمقاس 120 × 120 سم، استلهم عناصرها من أجواء المولد، ولكن برؤية رمزية بعيدة عن التناول المباشر، موضحًا أنه اعتمدت في التكوين على الحرفية والعناصر الدالة على المولد بشكل فني تجريدي، وجعل من اللون العنصر الرئيس في العمل، ليحمل الدراما البصرية ويعبر عن الروح الاحتفالية المرتبطة بالمولد.

وقال الفنان جورج ناصر، أنه استلهم عمله من سيدة في المولد بطنطا، كانت تبيع الماسكات والطراطير، موضحًا أنه جسد هذا المشهد برؤيته الخاصة باستخدام تقنية الفحم والأكريليك، مع توظيف الزخارف الخيامية في خلفية المشهد بأسلوب واقعي يمتزج بلمسة تجريدية.

وأوضح الفنان محمد خالد، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة  قسم الجرافيك بجامعة حلوان أن فكرة لوحته استلهمها من أجواء المولد، وتحديدًا عن الأطفال في المولد، حيث عبر عنهم من خلال رمزيات تشكيلية بسيطة.

الفنان محمد خالد:  استلهمت كثيرًا من تفاصيل الحياة الشعبية 

وأضاف أنه استخدم في اللوحة خامة الفحم، واعتمدت على تدرجات الأبيض والأسود لإبراز الحالة التعبيرية.

وأشار الفنان الدكتور أشرف كمال، مخرج بالمركز القومي للسينما، أن الملتقى يعد تجرِبة ثرية للغاية، خاصة خلال فترة المولد الفعلية للسيد البدوي، حيث استلهمت كثيرًا من تفاصيل الحياة الشعبية والسبيل وما تحمله من جمال وروائع فنية. 

وأشار أنه قام برسم  لوحة بعنوان «مولد يا دنيا»، وهو اسم يعبر عن شمولية المشهد الذي تناولته في عملي، حيث جسدت أجواء المولد بكل تفاصيله، بما فيها مقاطع مستوحاة من السينما والمسرح، لتجسيد الزحام والحيوية والزخم الشعبي في تلك المناسبة.

وأضاف قائلًا: استخدمت في اللوحة ألوان الأكريليك، وحرصت على المزج بين فن الكاريكاتير والفن الواقعي الحي «اللايف»، لخلق حالة فنية تعبر عن طاقة المولد وازدحامه.

 الفنان عمر رأفت: استلهم  لوحتي من مشهد العرب الوافدين من الصعيد للمولد

و قال الفنان عمر رأفت، أنه استلهم فكرة لوحته  من مشهد لمجموعة من العرب الذين يأتون من الصعيد للمشاركة في المولد، وكانوا يسيرون بالجمال المزينة بالزخارف الجميلة استعدادًا للمولد.

وأضاف قائلًا: أن هذا المشهد شدّني كثيرًا، لأنه يجمع بين عدة بيئات مصرية تحمل كل منها تراثها وثقافتها، فصورتهم باعتبارهم الروح الحقيقية للمولد ومن يقيمونه ويحيونه، مضيفًا أنه نفذ اللوحة بالأسلوب الواقعي الكلاسيكي، لأنه الأنسب لفكرة اللوحة. 

وأشارت الفنانة ندى عمرو أن موضوع لوحتها يدور حول حلقات الذكر، حيث استلهمت فكرتها من حركة المشاركين وتمايلهم مع الإيقاع الصوفي، معربة عن سعادتها بالمشاركة في الملتقى الذي وصفته بأنه تجرِبة ثرية وملهمة خرجت منها بأفكار جديدة ورؤى فنية متنوعة.

 

وأوضحت الفنانة مريم الجندي أن أكثر ما لفت انتباهها خلال الجولات الفنية كان القماش الموجود داخل المقام، والذي شكل مصدر الإلهام الرئيس للوحتها، إلى جانب السبح الكثيرة التي كان يرتديها بعض الزائرين، حيث لاحظت أن كل شخص يحمل أكثر من سبحة في يده أو حول عنقه.

وأشارت إلى أن هذه التفاصيل الدقيقة ألهمتها في تنفيذ عملها الفني، الذي عبرت من خلاله عن روح المولد وما يحمله من رموز صوفية مميزة تعكس الجمال الروحي والوجداني للمشهد

 علا أشرف:  لوحتي بأسلوب تعبيري  وتعكس الفرح والبهجة في عيون الأطفال

وعن مشاركتها أوضحت الفنانة علا أشرف المعيدة بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان أنها استلهمت عملها الفني من مشاهد المولد والألعاب التي ترتبط بالمولد، موضحة أنها تهتم بجمع الأشياء والرموز المادية التي تعبر عن الحدث الشعبي، مثل عروسة المولد، الحصان، الطربوش، وهي عناصر دمجتها في لوحتها التي حملت عنوان «كارتة المولد»، أي العربة التي يجرها حصان، والتي تستحضر من خلالها ذكريات طفولتها عندما كانت تذهب مع جدتها إلى المولد.

وتابعت «أشرف» أنها استخدمت في لوحتها ألوان الأكريليك بأسلوب تعبيري يعكس إحساس الفرح والبهجة في عيون الأطفال أثناء شراء ألعابهم من المولد. 

ومن جهته أشار الفنان محسن أبو العزم، أنه استوحى عمله الفني المشارك به في الملتقى من الأجواء الروحانية التي عايشها خلال زياراته للأضرحة، معتمدا في لوحته على أسلوب فني يجمع بين الرمزية والمبالغة التعبيرية.

 أسامة القاضي: فكرة لوحتي  مستلهمة  من الجانب الروحاني للمولد

وأوضح الفنان أسامة القاضي، الحاصل على ماجستير في الجرافيك بكلية الفنون الجميلة، أنه استلهم فكرته الفنية من الجانب الروحاني للمولد، حيث تناول في لوحته علاقة السيد البدوي بالناس، معبرًا عنها برؤية مستوحاة من الأسلوب الفرعوني المصري القديم، تأكيدًا على أن المولد جزء أصيل من الهُوِيَّة المصرية.

وأشار إلى أن اللوحة تتناول تفاعل العوالم الثلاثة: عالم الخلود، البرزخ بين الدنيا والآخرة، والحياة الدنيا التي تظهر فيها مشاهد الاحتفال بالمولد، موضحًا أنه استخدم التكوين الطولي وعناصر المقام والنخيل للتعبير عن الروح المصرية الأصيلة، وتجسيد التلاحم بين الموروث الشعبي والرمزية الروحية.

 فارس أحمد:  لوحتي مستوحاة من مقام السيد البدوي

و كشف الفنان فارس أحمد أن  لوحته  تصوير أكريليك مستوحاة من مقام السيد البدوي، أبرز فيها الجماليات الزخرفية للنحاس داخل المقام، مستخدمًا ورق الجرائد لخلق ملمس بصري مميز وورق الذهب لتجسيد التفاصيل المعدنية، موضحًا أن اللوحة ضمت شخصيات دراويش وزوار المقام، في مشهد يعبر عن الحالة النورانية والروحانية التي تميز المولد. 

 أجواء المولد  السيد البدوي 

وتحدث الفنان الدكتور صلاح شعبان حسنين أستاذ مساعد بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، عن لوحته الفنية، موضحًا أنه استلهم عناصرها من أجواء المولد، حيث جسد فيها مشهد احتفالي يضم مجموعة من الأشخاص يمتطون على ظهر الثور الأخضر، في إشارة إلى طقوس الذبح وإطعام الطعام التي ترافق الموالد، واستخدم اللون الأخضر للدلالة على الروح الصوفية وألوان الطرق المختلفة.

وأضاف: وشخصيات اللوحة ترتدي أزياء المولد التقليدية مثل الطراطير والطربوش والعمائم، ويحملون آلات موسيقية كالدف والمزمار في مشهد  يعبر عن فرحة المولد وزينته وأنواره، مع توظيف الرموز الشعبية والعناصر التراثية التي تعبر عن المولد وفرحته. 

أحمد عيد: لوحتي تجسد مشهد إنساني مستلهم من أجواء المولد

وأوضح الفنان أحمد عيد أنها تناولت مشهد إنساني مستلهم من أجواء المولد، يجمع بين طفل وامرأة وشيخ، قدم بأسلوب مجرد وبسيط يتناسب مع الحالة الصوفية التي كانت تسود المكان.

ملتقى الغربية للرسم والتصوير 

وينفذ ملتقى الغربية للرسم والتصوير بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ومن خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية، برئاسة الفنانة فيفيان البتانوني، بالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، بإدارة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية، برئاسة وائل شاهين.

وشهدت الفعاليات خلال فترة الملتقي زيارة العديد من مدن وقرى الغربية، التي تضم مجموعة من الأماكن السياحية ومن بينها: زفتى، والمحلة، وطنطا، وكفر الزيات.

ويأتي في إطار خُطَّة هيئة قصور الثقافة الهادفة إلى تنشيط الحراك الفني التشكيلي من خلال تفعيل أماكن جديدة للمراسم ومنها محافظة الغربية التي تعد بمثابة عاصمة إقليم الدلتا، ومن المقرر أن تختتم فعاليات الملتقى بإقامة مَعْرِض فني بالقاهرة يضم نتاج أعمال الفنانين المشاركين.

الاكثر قراءة