نحتفل في 20 أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي للطهاة، تكريمًا لأصحاب تلك المهنة التي تمزج بين الفن والإبداع والعطاء، ومع هذا الاحتفاء، يبرز تساؤل مهم حول كيف غيرت وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة مفهوم الطهي لدى النساء.
ومن جهتها قالت الدكتورة سامية عبد المطلب، خبيرة الاقتصاد المنزلي والتغذية العلاجية، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أن تعلم الطبخ في الماضي كان محدود الخيارات، إذ كانت الفتاة تعتمد إما على التعلم من والدتها، وهو أمر لم يكن متاحًا للجميع بسبب انشغال الأمهات أو العمل، أو على شراء كتب الطبخ الشهيرة مثل كتاب أبلة نظيرة، الذي كان يعد مرجعًا دقيقًا في المقادير والوصفات.
وأضافت أن هذه الكتب، رغم قيمتها الكبيرة، كانت تعكس ثقافة المطبخ المحلي أو تأثرها بالمطابخ الأجنبية بطريقة محدودة، كما أن المتعلمة لم تكن ترى الخطوات عمليًا، مما يجعل التطبيق صعبًا أحيانًا، ويستغرق وقتًا طويلاً لاكتشاف الأخطاء أو فهم "التريكات" الصغيرة التي تصنع الفارق في الطهي.
وأشارت خبيرة الاقتصاد المنزلي، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي غيرت هذا المفهوم تمامًا، إذ أصبح بإمكان أي شخص الوصول إلى وصفة من أي مطبخ في العالم، ومتابعة تنفيذها خطوة بخطوة من خلال مقاطع الفيديو، مما سهل عملية التعلم بشكل كبير، وجعل الطبخ تجربة بصرية وتفاعلية، كما أن التصوير والإضاءة وطريقة العرض أضفت على المحتوى طابعًا ترفيهيًا، حيث لم يعد المطبخ مجرد مكان لإعداد الطعام، بل أصبح مساحة للإبداع والمرح، سواء بأسلوب فكاهي أو درامي يجذب المشاهدين، فتحول الطبخ من مهمة يومية إلى متعة حقيقية.
واختتمت حديثها مؤكدة، على أن التواصل الاجتماعي، لم تفتح فقط أبواب التعلم، بل أيضًا مجالات جديدة للتسويق والربح، فالكثير من النساء بدأن في تحويل شغفهن بالمطبخ إلى مشاريع ناجحة ومصادر دخل مستقلة، من خلال تصوير وصفاتهن ومشاركتها عبر المنصات المختلفة، لتتحول مهنة الطهي من هواية إلى مجال احترافي واسع الانتشار.