في مثل هذا اليوم قبل 8 سنوات، كان حادث طريق الواحات، في منطقة الكيلو 135 بطريق (أكتوبر ـ الواحات)، والذي وقع في 20 أكتوبر 2017، وأسفر عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين، الذين سطروا بدمائهم التاريخ، دفاعًا عن أمن وسلامة الوطن، ولقي 15 من العناصر الإرهابية مصرعهم بعد أن لاحقتهم قوات الشرطة.
حادث الواحات
قبل حادث كمين الواحات، وردت معلومات إلى ضباط الأمن الوطني، عن تمركز عناصر مسلحة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابية التي يقودها الإرهابي عماد عبد الحميد، الذي يعد الرجل الثانى في تنظيم «المرابطون» الذى أسسه الإرهابى هشام عشماوي.
وفي تلك الأثناء، في يوم 20 أكتوبر 2017، تم تجهيز قوات الشرطة للقيام بمأموريتين من محافظتى الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة، وحال اقتراب المأمورية الأولى من مكان تواجد العناصر الإرهابية استشعروا بقدوم القوات، وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من كافة الاتجاهات فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد 16 من قوات الأمن (11 ضابطًا – 4 مجندين – رقيب شرطة)، وإصابة عدد 13 آخرين (4 ضباط – 9 مجندين).
ولاحقت الأجهزة الأمنية العناصر الإرهابية الهاربة المتورطة فى الحادث، ونجحت في 31 أكتوبر 2017، في توجيه ضربة قاصمة لأحد مواقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية المشار إليها والتى أسفرت عن مصرع جميع تلك العناصر وعددهم (15 عنصر) وهروب آخر.
وضبطت الأجهزة الأمنية، آنذاك، كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة، مدفع مضاد للطائرات – سلاح متعدد خاص بالمدرعات – قواذف وقذائف RPG – رشاشات وبنادق آلية وخرطوش – طبنجات – قنابل F1 – كمية كبيرة من الذخائر متنوعة الأعيرة.
وأكدت وزارة الداخلية، في بيان لها، أن الأجهزة الأمنية واصلت جهودها بالتنسيق مع القوات المسلحة فى تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة من خلال التوسع فى عمليات تمشيط المنطقة الصحراوية المشار إليها والمناطق المتاخمة لها وتتبع خطوط سير العنصر الهارب باستخدام الأساليب التقنية الحديثة.. حيث أمكن ضبطه وتبين أنه ليبى الجنسية ويدعى عبدالرحيم محمد عبدالله المسمارى (مواليد 5/10/1992 – يقيم بمدينة درنة بليبيا).
وكشفت عمليات البحث والتحرى عن الأبعاد التنظيمية لتحرك عناصر البؤرة المشار إليها إذ بدأوا تكوينها بمدينة درنة الليبية بقيادة الإرهابى عماد الدين أحمد محمود عبدالحميد (الذى لقى مصرعه فى القصف الجوى للبؤرة) وتلقيهم تدريبات بمعسكرات داخل الأراضى الليبية على استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات.. وقيامهم بالتسلل للبلاد لتأسيس معسكر تدريبى بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيداً لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية الوشيكة تجاه دور العبادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية فى إطار مخططهم لزعزعة الاستقرار بالبلاد.
و أشارت معلومات قطاع الأمن الوطنى إلى اضطلاع عناصر هذه البؤرة باستقطاب عدد (29) من العناصر التى تعتنق الأفكار التكفيرية بمحافظتى ( الجيزة - القليوبية ) تمهيداً لإلحاق بعضهم ضمن عناصر هذا التنظيم وتولى البعض الآخر تدبير ونقل الدعم اللوجيستى لموقع تمركزهم بالمنطقة الصحراوية حيث أمكن ضبطهم جميعاً عقب تتبع خطوط سيرهم وتحديد أوكار اختبائهم.
كما أكدت المعلومات تورط بعض عناصر البؤرة المشار إليها فى تنفيذ حادث استهداف حافلة تقل بعض المواطنين الأقباط أثناء توجههم لدير الأنبا صموئيل بالمنيا بتاريخ 26 مايو 2017 إذ أثبت الفحص الفنى سابقة استخدام بعض الأسلحة المضبوطة فى تنفيذ ذلك الحادث، وعكست المعلومات والمعطيات أن جهود تتبع العناصر الإرهابية المشار إليها والتى أسفرت عن القضاء عليهم وضبط المرتبطين بهم.. أدت إلى إجهاض مخطط إرهابى موسع يستهدف العديد من المنشآت الهامة والحيوية ودور العبادة المسيحية بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة وتوالى نيابة أمن الدولة العليا مباشرة التحقيقات .
شهداء حادث الواحات
وأسفر حادث الواحات الإرهابي عن استشهاد 16 من رجال الشرطة، وهؤلاء الشهداء هم:
1- المقدم أحمد فايز إبراهيم عبد الحافظ.
2- العميد امتياز إسحاق محمد كامل حمودة.
3- المقدم محمد وحيد حبشي مصيلحي.
4- المقدم أحمد جاد الله جميل يوسف.
5- الرائد محمد عبد الفتاح سليمان عبد الحفيظ.
6- المجند عمر فرغلي أحمد.
7- المجند حسن زين العابدين محمد.
8- المجند بطرس سليمان مسعود.
9- الرقيب أنور محمد محمد الدبركي.
10- النقيب أحمد حافظ فؤاد أبو شوشة.
11- النقيب عمرو صلاح الدين محمد عفيفي.
12- النقيب إسلام محمد حلمي علي مشهور.
13- النقيب أحمد طارق أحمد زيدان.
14- النقيب كريم محمد أسامة إبراهيم فرحات.
15- الرائد أحمد عبد الباسط محمد أحمد.
16- المجند محمود ناصر رجب.
محاكمة المتهمين
وأثبتت التحقيقات أن المتهم الرئيسي في حادث الواحات الإرهابية القيادي عبدالرحيم محمد عبدالله المسماري «ليبى الجنسية» تدرب وعمل تحت قيادة الإرهابى المصرى المتوفى عماد الدين أحمد، وشارك في العملية الإرهابية التي استهدفت رجال الشرطة بالواحات واختطاف النقيب محمد الحايس.
وتبين من التحقيق أن المتهم المسماري تلقى تدريبات بمعسكرات داخل الأراضي الليبية وكيفية استخدام الأسلحة الثقيلة وتصنيع المتفجرات وتسلل لمصر لتأسيس معسكر تدريب بالمنطقة الصحراوية بالواحات كنواة لتنظيم إرهابى تمهيدا لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاه دور العيادة المسيحية وبعض المنشآت الحيوية.
وقضت المحكمة العسكرية المنعقدة بمجمع المحاكم بطرة، بالإعدام شنقا للمتهم عبد الرحيم محمد عبد الله المسمارى، والمؤبد لـ 5 متهمين والمشدد 15 سنة لمتهم، والمشدد 10 سنوات لـ 9، والمشدد 3 سنوات لـ 5 وبراءة 30 أخرين في القضية، وتم تنفيذ حكم الإعدام في المتهم الإرهابي محمد المسماري، في يونيو 2020.