أكد المخرج الكبير شريف عرفة أن الصورة البصرية والمعالجة الإنسانية هما الركيزتان الأساسيتان في صناعة السينما الحقيقية، مشيرًا إلى أن الفن لا يُختزل في "قضية" فقط، بل في كيفية ترجمة الفكرة إلى مشاعر وصور تصل إلى وجدان المشاهد،جاءت تصريحات عرفة خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، بحضور نخبة من نجوم الفن، بينهم حسين فهمي، يسرا، إلهام شاهين ودرة، وأدار اللقاء الفنان عباس أبو الحسن.
قال شريف عرفة إن السينما ليست منبرًا للمواعظ أو المقالات الفكرية، بل هي صورة بصرية قادرة على تحريك المشاعر والتأثير الإنساني، موضحًا أن "تحويل السيناريو إلى صورة ذات مستوى سينمائي عالٍ هو التحدي الحقيقي لأي مخرج ناجح".
وأضاف: "القضية يمكن التعبير عنها في مقال أو خطاب، لكن دور السينما أن تُجسّدها في مشهد أو نظرة أو تفصيلة بسيطة تمس القلب قبل العقل".
وأوضح المخرج أن القضية الإنسانية هي ما يمنح الفيلم عمرًا طويلًا في ذاكرة الجمهور، مستشهدًا بفيلم باب الحديد الذي لا يزال عالقًا في أذهان المشاهدين بفضل إنسانيته العميقة، رغم أن قصته تناولت قضايا نقابية في وقتها.
وأشار إلى أن نجاح الفيلم الحقيقي لا يُقاس فقط بإيراداته أو جوائزه، بل بقدرته على البقاء في وجدان الناس، مضيفًا: "الفيلم يعيش عندما يصدق جمهوره، وعندما يرى فيه ملامح من حياته الخاصة".
وتحدث شريف عرفة عن المخرجين الذين تأثر بهم خلال مشواره الفني، مؤكدًا أن المخرج الراحل نيازي مصطفى من أهم من ساهموا في تأسيس السينما المصرية الحقيقية بأعمال مثل سي عمر، ورغم ذلك لم يحصل على التقدير الكافي.
وأضاف: "كل مخرج تعاملت معه ترك فيّ بصمة، وأخذت من كل واحد منهم شيئًا من روحه وتجربته، فالمخرج هو ضمير العمل الفني، وهو المسؤول عن تحويل النص إلى حياة".
واختتم عرفة حديثه بالتأكيد على أن الصورة السينمائية الصادقة قادرة على توصيل المعنى أكثر من أي شعار أو خطاب سياسي، لأن السينما كما قال ،تخاطب العين والقلب معا، والفيلم الذي ينجح إنسانيا يعيش أطول من كل قضايا اللحظة".