الإثنين 20 اكتوبر 2025

ثقافة

جون ديوي.. فيلسوف التجربة ورائد التربية الحديثة

  • 20-10-2025 | 15:14

الفيلسوف الأمريكي جون ديوي

طباعة
  • دعاء برعي

الفيلسوف الأمريكي جون ديوي، أحد أعظم العقول التي ربطت الفلسفة بالحياة العملية، وشكلت من التعليم أداة لتكوين الإنسان والمجتمع معًا، وأحد أهم المفكرين الإصلاحيين ممن حملوا رؤية متجددة للمعرفة والديمقراطية والتعلم، حيث أسهم في إعادة تعريف طريقة تفكيرنا في المدرسة، والمعلم، والطالب، وحتى في طبيعة الحقيقة نفسها، ليساعد في تأهيل أجيال كاملة تبني مفاهيمها على أن التربية ليست تلقينًا، لكنها تجربة حية تبني الإنسان والمجتمع معًا، وذلك كله من خلال نظرياته التربوية الرائدة  وفلسفته البراغماتية وهي مذهب فلسفي بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1870 يشير إلى أن معنى الأفكار ومصداقيتها يجب أن يُعرف من خلال نتائجها العملية، والتجربة الفعلية.

ميلاده ونشأته

ولد جون ديوي في مثل هذا اليوم 20 أكتوبر لعام 1859، في مدينة برلنغتون بولاية فيرمونت الأمريكية، وبعد تخرجه في جامعة فيرمونت، واصل دراسته في الفلسفة، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة جونز هوبكنز، و تأثر بأفكار الفلاسفة الألمان مثل هيغل، ثم تبتى لاحقًا الفلسفة البراغماتية التي كانت في طور التشكّل مع زملائه ويليام جيمس، وتشارلز ساندرز بيرس.

 ديوي وعلم النفس

ساهم ديوي في مجال علم النفس، وتأسيس ما يُعرف بـعلم النفس الوظيفي، الذي يركز على الوظائف العقلية وسلوك الإنسان في تفاعله مع البيئة، وانتقد المدارس التقليدية التي كانت تركز على تحليل الوعي بطريقة تجزيئية.


فلسفته التربوية وتأثيره

يعد ديوي من أهم المفكرين التربويين في التاريخ، حيث تعدى تأثيره الولايات المتحدة الأمريكية وامتد إلى بقية العالم فترجمت كتبه إلى لغات عديدة واستشارته الحكومة الروسية عقب ثورتها ليضع نظامها التعليمي على أسس تقدمية، وزار محاضرا كلا من اليابان، والصين، وتركيا، والمكسيك، وكانت لنظرياته وطرائقه أعمق الأثر في توجه التربية في سائر الأمم الناطقة باللغة الإنكليزية والمتأثرة بثقافتها، ونقلت إحدى كتب ديوي إلى العربية باسم «مدرسة الغد».

 أفكاره السياسية والاجتماعية
آمن ديوي بالديمقراطية أسلوبًا للحياة، وليس فقط نظامًا سياسيًا. ودعا إلى تعزيز التفكير النقدي، والحوار، والتعاون الاجتماعي. كما كتب في الشأن العام، وكان مهتمًا بإصلاحات التعليم، العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان.

أهم مؤلفاته

-"الديمقراطية والتعليم" في 1916، والذي أظهر من خلاله فلسفته التربوية، فقدم رؤيته عن التربية كأداة لتكوين مواطنين أحرار، واعين، وفاعلين في مجتمع ديمقراطي، ورفض ديوي النمط التقليدي للتعليم القائم على الحفظ والتلقين، واعتبر أن التعلم يجب أن يكون من خلال التجربة، والملاحظة، وحل المشكلات، وأن المدرسة يجب أن تكون بيئة تجريبية مصغّرة للمجتمع.

-«كيف نفكر وكيف نحل المشاكل» والذي وضع من خلاله خمس مراحل لحل أي مشكلة تتبلور في "الشعور بالمشكلة، وتعريف المشكلة وتحديدها، ووضع الفرضيات واقتراح الحلول، والتحقق من التجربة، والوصول إلى النظرية والتعميم. 

-"التجربة والتعليم" في 1938.

-"البحث في المنطق".

-"الطبيعة البشرية والسلوك".

وفاته 

رحل جون ديوي في الأول من يونيو 1952 تاركًا إرثًا تاريخيًا في التجربة والفلسفة التربوية الحديثة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة