في خطوة لافتة، حث مستثمرون عالميون يديرون أصولا بحوالي 3 تريليونات دولار، الحكومات على وقف إزالة الغابات، مؤكدين أن هذه الممارسات تهدد الاستقرار البيئي والاقتصادي العالمي.
تأتي هذه الدعوة في وقت يظهر فيه تقرير حديث أن العالم يتخلف كثيرا عن تحقيق هدفه في عكس مسار إزالة الغابات بحلول عام 2030، حيث خسر الكوكب 8.1 مليون هكتار من الغابات في عام 2024 فقط، ما يعادل مساحة إنجلترا تقريبا بسبب التوسعات الزراعية وحرائق الغابات.
وقالت وكالة "بلومبيرج"، إن هذا البيان المهم يأتي قبيل انعقاد "مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ" في مدينة بيليم البرازيلية خلال الفترة من 10 إلى 21 نوفمبر المقبل.
وأضافت الوكالة الأمريكية، أن تجمعا من كبرى المؤسسات والمستثمرين أعد بيانا بشأن الغابات المطيرة أطلق عليه "بيان المستثمرين في بيليم"، وقد انضم إليه حتى الآن نحو 30 مستثمرا مؤسسيا، بما في ذلك مجموعة "بنك بيكيت جروب" المصرفية السويسرية، و"دي إن بي" لإدارة الأصول النرويجية، مشيرة إلى أن التوقيع على البيان متاح حتى الأول من الشهر المقبل.
نقلت "بلومبيرج" عن رئيس مجلس إدارة شركة ستوربراند النرويجية لإدارة الأصول، جان إريك سوجيستاد، قوله "إن المستثمرين الموقعين على "بيان بيليم" أكدوا مدى الحاجة إلى سياسات لتوفير الحماية القانونية والتنظيمية والمالية للمساعدة على حماية الغابات وضمان الاستقرار الاقتصادي".
وأضاف "أن إزالة الغابات تضر بالأنظمة الطبيعية والأسواق العالمية التي تعتمد عليها، بدءا من تنظيمات المناخ، ووصولا إلى الأمن الغذائي والمائي".
في مطلع العام الجاري، أرجأ الاتحاد الأوروبي إصدار قانونه لمكافحة إزالة الغابات والجور عليها لمدة عام بعد أن واجه معارضة من دول شريكة صناعيا وتجاريا مثل البرازيل، وإندونيسيا، والولايات المتحدة، التي قالت إن الانصياع لتلك القواعد ستكون مكلفة وستضر صادراتها إلى أوروبا.
تقول رئيسة أسواق بلا إزالة غابات في "صندوق الغابات المطيرة" النرويجي، إنجريد تونجين، "إن دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتوجس والمناهض للمناخ تسبب في الإضرار بدعم الجهود البيئية العالمية".
وأضافت "أعتقد أن ترامب جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمستثمرين والمديرين للالتفات إلى المناخ والتنوع البيئي ووضعهما في الحسبان في ظل سوق متقلب".
وتابعت "كل المستثمرين الذين نتحدث معهم يعتقدون أن هناك مخاطرة كبيرة تقع على كاهلنا ما لم يؤخذ التنوع والتغييرات المناخية في الحسبان على المدى الطويل، ليس بسبب الجانب الأخلاقي لهم فحسب، بل أيضا لأنه سيضر الأسواق وأرباحهم بصورة مباشرة".