تواجه سوق القهوة العالمية ضغوطا متصاعدة، مع تراجع حاد في المخزونات البرازيلية داخل مستودعات البورصات، وتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على كولومبيا.
وأدت تلك الضغوط إلى قفزة في أسعار عقود البن الآجلة في الأسواق العالمية إلى أعلى مستوياتها منذ خمس سنوات، بعدما تراجعت كميات البن البرازيلي المخزنة في المستودعات المعتمدة بالبورصات العالمية.
يأتي هذا الارتفاع في الأسعار وفق وكالة "بلومبيرج"، بالتزامن مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة على كولومبيا، ما أثار مخاوف من اضطرابات إضافية في سلاسل الإمداد.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه سيرفع الرسوم الجمركية على الواردات من كولومبيا ويوقف جميع المدفوعات والمساعدات الموجهة إليها، في تصعيد جديد للخلاف بين واشنطن وبوجوتا.
وتعد كولومبيا منتجا رئيسيا لحبوب القهوة وتتمتع بسمعة عالمية في إنتاج بن أرابيكا عالي الجودة وتحتل المرتبة الثالثة عالميا في إنتاج القهوة، وتعرف بتنوع نكهات قهوتها الحلوة والمتوازنة بفضل بيئتها الجبلية المثالية التي توفر ظروفا مثالية لزراعة بن أرابيكا.
ووفق تقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، ارتفع العقد الأكثر نشاطا في بورصة نيويورك بنسبة 3.2% ليصل إلى 4.10 دولار للرطل الواحد، بعد أن أعلنت بورصة العقود الدولية (ICE) سحب نحو سبعة آلاف كيس من البن البرازيلي من مخازنها، ليهبط المخزون إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2020.
يأتي هذا الانخفاض في وقت يواصل فيه تجار البن في أمريكا استنزاف مخزوناتهم المتبقية وسط محدودية المعروض وارتفاع تكاليف الرسوم الجمركية.
وتزامنت هذه التطورات مع مباحثات جرت، الأسبوع الماضي، بين وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حول الرسوم الجديدة، في حين أعلن ترامب عزمه تعليق المساعدات وفرض رسوم على الواردات من كولومبيا، مما أثار قلقا في الأسواق نظرا لدور البلدين كأكبر موردين للبن غير المحمص إلى الولايات المتحدة.
وأشار تجار إلى أن البن الكولومبي كان من المتوقع أن يعوّض النقص في الشحنات البرازيلية، إلا أن التهديد بفرض رسوم جديدة قد يضعف تلك الإمدادات.
في المقابل، بدأت كميات من البن البرازيلي تتجه إلى السوق الكولومبية لتلبية الطلب المحلي هناك، في تحول غير معتاد ناجم عن الضغوط الجمركية الأمريكية.
في ظل هذه التطورات، تبدو سوق القهوة العالمية مقبلة على مرحلة جديدة من التقلبات، حيث تتقاطع التوترات التجارية مع تراجع الإنتاج البرازيلي، لتشكل معا مزيجا يهدد استقرار أسعار واحدة من أكثر السلع الزراعية استهلاكا في العالم.