أكدت ناديا كالفينو رئيسة مجموعة بنك الاستثمار الأوروبي (EIB Group) أن البنك يتمتع بميزانية عمومية تبلغ 600 مليار يورو وتصنيف ائتماني "AAA"، وأنه يُجري عمليات سنوية بنحو 100 مليار يورو، منها 10% خارج الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن جميع الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد هم المساهمين في البنك.
وقالت كالفينو، خلال كلمتها في افتتاح نسخة عام 2025 من ندوة مجلس إدارة بنك الاستثمار الأوروبي مع منظمات المجتمع المدني التي عقدت اليوم الثلاثاغ بمقر البنك في لوكسمبورج، إن "البنك سيواصل ترسيخ دوره كمؤسسة أوروبية رائدة في دعم التنمية المستدامة وتعزيز مكانة أوروبا كمنارة للاستقرار والثقة والديمقراطية في العالم"، مشددة على أن التعاون مع المجتمع المدني يمثل جزءًا أساسيًا من هوية البنك.
وأضافت "نريد أن نكون مؤسسة منفتحة تستمع وتتفاعل مع المجتمع المدني عند صياغة سياساتنا وبرامجنا، فالتواصل مع المواطنين والمجتمعات يعزز فهمنا لتأثير مشروعاتنا على الأرض، ويقوّي أداءنا المؤسسي"، معتبرة أن العالم يمر بــ "منعطف تاريخي" تتغير فيه ملامح النظام الدولي الذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى "تزايد حالة عدم اليقين وظهور مراكز قوى جديدة".
وأكدت أن أوروبا في هذا السياق "تتمسك بالتعددية والتعاون والشراكات القائمة على الاحترام المتبادل والسلام".. موضحة أن بنك الاستثمار الأوروبي، باعتباره الذراع التمويلية للاتحاد الأوروبي وعضواً في عائلة بنوك التنمية متعددة الأطراف، "يؤدي دورًا فريدًا في تعزيز صوت أوروبا في العالم".
واستعرضت كالفينو ثماني أولويات استراتيجية للبنك خلال المرحلة المقبلة، تتماشى مع أولويات الاتحاد الأوروبي هي تعزيز دور البنك كمصرف المناخ الأوروبي، من خلال خارطة الطريق المناخية حتى عام 2030، والتي تركز على دعم المشروعات التي تعزز القدرة التنافسية والتكنولوجيا والأمن وتخفض أسعار الطاقة، ومضاعفة تمويل التكيف مع تغير المناخ، موضحة أن "كل يورو يُستثمر في الوقاية والتكيف يوفر ما بين 5 و7 يورو من تكاليف الأضرار والإصلاح".
وأشارت إلى دعم القيادة التكنولوجية الأوروبية، بإطلاق برنامج TechEU لتعبئة 250 مليار يورو بحلول عام 2027 في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والتكنولوجيا النظيفة، والصحة، والبنية التحتية الرقمية. وأوضحت أن أولويات البنك تشمل أيضا تعزيز الأمن والدفاع الأوروبي، حيث يستهدف البنك تخصيص 3.5% من تمويلاته هذا العام لدعم قدرات الأمن والدفاع.
ولفتت إلى تمويل البنية التحتية الاجتماعية، لا سيما في مجالات الإسكان والتعليم والصحة والبحث العلمي، مع مناقشة مجلس الإدارة غدًا برنامجًا جديدًا بقيمة 400 مليون يورو لدعم الابتكار في قطاع البناء والإسكان المستدام. وأكدت تعزيز العمل الخارجي للبنك، من خلال الاستراتيجية الجديدة لـ EIB Global، والتي تركز على جعل أوروبا "شريكًا موثوقًا يسعى إلى نتائج تحقق المنفعة المتبادلة".
وقد شملت الأولويات دعم إعادة إعمار أوكرانيا، حيث اشارت كالفينو إلى أن البنك وصل إلى "سرعة تمويلية مستقرة" لتمويل مشروعات إعادة الإعمار وتعزيز الصمود، مؤكدة ثقتها في قدرة أوكرانيا على "نهوض قوي بمجرد انتهاء الحرب".
وأكدت دعم البنك لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، موضحة أن الحديث عن قضايا مثل المناخ وتمكين المرأة أصبح "ثوريًا" في ظل القيود الجديدة المفروضة على الخطاب في بعض أنحاء العالم.
وختمت كالفينو كلمتها بالتأكيد على أن "العالم القديم لن يعود، وأن التغيير هو الوضع الطبيعي الجديد"، داعية إلى "التمسك بالقيم الأساسية مثل السلام، واحترام المؤسسات، والنظام الدولي القائم على القواعد".. وقالت "في عالم يبني فيه البعض الجدران، سيواصل بنك الاستثمار الأوروبي بناء الجسور — بين المجتمعات، وبين الأجيال، نحو مستقبل أفضل للجميع".