تتواصل محاضرات برنامج "تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية"، المقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان.
وأشار المهندس مصطفى محمد عادل، مسئول الثقافة الرقمية بوزارة الاتصالات، خلال محاضرته أن تسارع وتيرة التطور التكنولوجي يجعل من الضروري أن تتحول المواقع الثقافية إلى عصر الرقمنة، سواء عبر تدشين منصات إلكترونية لتقديم المنتج الثقافي على وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية لتوسيع نطاق المشاركة والمشاهدة للأنشطة الثقافية.
وأوضح أن قصور الثقافة بدأت بالفعل في تنفيذ عدد من المبادرات الرقمية، من بينها إطلاق تطبيق "توت" للأطفال لنشر الكتب والمجلات إلكترونيا، وتطوير المواقع والبوابات الرقمية لتيسير وصول الجمهور إلى المحتوى والخدمات الثقافية، بجانب رقمنة الإصدارات الورقية والمكتبات التقليدية، وإنشاء قنوات على منصات مثل "يوتيوب" لعرض الأنشطة الثقافية المختلفة.
وأكد عادل أهمية تدريب مديري المواقع الثقافية على استخدام التكنولوجيا الحديثة بما يضمن كفاءة التحول الرقمي، مشيرا إلى أن ذلك يسهم في توسيع نطاق الوصول إلى خدمات قصور الثقافة، خصوصا في المناطق النائية، ويعزز جودة تقديمها بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية ويخلق قيمة جديدة في تقديم المحتوى الثقافي.
وفي محاضرته الثانية، تناول موضوع الابتكارات والاتجاهات المستقبلية للتحول الرقمي، موضحا أن دعم التحول الرقمي يسهم في بناء ثقافة مؤسسية قادرة على الابتكار والتكيف مع المتغيرات، وأن الهيئة العامة لقصور الثقافة -باعتبارها المؤسسة الثقافية الأوسع انتشارًا على مستوى الجمهورية- مطالبة بدخول عصر الرقمنة بقوة، من خلال تطوير بواباتها الرقمية، وتحديث قناتها على "يوتيوب" لعرض فعالياتها الثقافية المختلفة، بما يسهم في نشر الوعي الثقافي بشكل أوسع.
وأشار إلى أن ما تم تحقيقه حتى الآن يعد خطوة مهمة، لكنه غير كاف للوصول إلى التحول الرقمي الكامل، مؤكدا أن قصور الثقافة تمتلك منصات متنوعة تشمل مجلات ومسارح ومكتبات، إلا أنها ما زالت بحاجة إلى مزيد من التطوير وتحويل محتواها إلى نسخ رقمية متاحة للجمهور.
واختتم عادل محاضرته بعدد من التوصيات، أبرزها ضرورة العمل بوتيرة متسارعة على تطوير الموقع الإلكتروني للهيئة، وتوسيع نطاق حضورها على منصات التواصل الاجتماعي، لتقديم محتوى رقمي حديث والوصول إلى جمهور أوسع.
وتحدث في الختام موضحا أن من بين المشروعات التي تعمل عليها الهيئة حاليا لتفعيل التحول الرقمي، تحديث نوادي التكنولوجيا بقصور الثقافة لتواكب التطورات الرقمية وتوفر بيئة مناسبة للتدريب والتعلم، إلى جانب تنفيذ برامج تدريبية لموظفي الهيئة في مجالات التحول الرقمي، ودورات أخرى موجهة للمجتمع المدني بهدف تعزيز الوعي الرقمي.
البرنامج تعقده الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة أميمة مصطفى، أونلاين لمدة ستة أيام، يعقبها تدريب مباشر بمقر إعداد القادة الثقافيين بمصر الجديدة يشمل ورشا تفاعلية ثقافية وفنية ومالية وإدارية تهدف إلى تعزيز قدرات مديري المواقع الثقافية في الاتصال والتواصل، وإدارة المواقع، والتعامل مع التحديات، وتطوير مشاريع ثقافية مبتكرة وفق خصوصية كل منطقة، وذلك حتى 30 أكتوبر الجاري. وذلك ضمن خطط وزارة الثقافة الهادفة إلى رفع كفاءة مديري المواقع الثقافية وتمكينهم من تخطيط وتنفيذ أنشطة ثقافية توعوية تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.