الجمعة 24 اكتوبر 2025

تحقيقات

المتحف المصري الكبير يجسد مفهوما عالميا للاستدامة عبر تبني معايير البناء الأخضر

  • 24-10-2025 | 10:33

المتحف المصري الكبير

طباعة
  • أ ش أ

يمثل المتحف المصري الكبير أحد أهم المشروعات القومية التي تبنتها الدولة المصرية وواحد من أهم إنجازاتها ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي أيضا، فقد حرصت على إنشاء صرح حضاري وثقافي متكامل لصون تراثها وتعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية.. وفي إطار رؤيتها لتنفيذ المتحف وفقا لأعلى المعايير الدولية، فقد كرست جهودها ليكون نموذجا رائدا في مجال الاستدامة البيئية، حتى أصبح المتحف المصري الكبير أول متحف أخضر يطبق معايير الاستدامة في إفريقيا والشرق الأوسط.

وقد تبنت الدولة في بناء المتحف، استراتيجية واضحة للتنمية المستدامة والمسئولية البيئية خلال مراحل المشروع المختلفة، لذا ركزت خلال عملية البناء الأخضر على عوامل عدة، منها استخدام مصادر الطاقة المتجددة بتركيب خلال الطاقة الشمسية أعلى مناطق الانتظار، والتي تم تنفيذها بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ووزارة الكهرباء، وهو ما جعل المتحف مؤهلا للحصول جوائز وشهادات عدة.

وتبرز ملامح الاستدامة في المتحف أيضا من خلال استخدام التهوية والإضاءة الطبيعية وأنظمة الكشف عن التسرب والقياس وخفض الحرارة، والحلول التصميمية والأنظمة التشغيلية التي تقلل الأثر البيئي والانبعاثات، إضافة إلى استخدام نظم تحكم ذكية لإدارة استهلاك الموارد الطبيعية كالماء والطاقة، وعلاوة على تلك الإجراءات الخضراء، فقد كان هناك حرصا على تطوير الخدمات المقدمة للزائرين بداية من توفير مناطق الانتظار والإتاحة الكاملة لذوي الهمم وتخصيص مسارات للدراجات ومواقف السيارات، واستخدام سيارات الكهربائية، ورفع كفاءة استهلاك المياه والطاقة داخل المتحف من خلال إعادة استخدام المياه وتقليل استهلاكها وخاصة تلك المستخدمة بالزراعات.

كما تضمنت ممارسات الاستدامة المتبعة في المتحف، إدارة المياه بتقنيات متطورة لجمع مياه الأمطار وإعادة استخدامها لري المساحات الخضراء، إلى جانب أجهزة توفير المياه في دورات المياه والزراعة الذكية، وتوظيف تقنيات ذكية لرصد التسربات وتقليل الفاقد، كما تم الاعتماد في البناء على مواد مستدامة محلية تعزز من الاستدامة، إضافة إلى استخدام الرخام والجرانيت المصري لتعزيز الترابط مع البيئة المحلية، كما يطبق المتحف أيضا استراتيجيات شاملة لتقليل النفايات وإعادة التدوير، وتعزيز الوعي البيئي بين الموظفين والزوار لتشجيع ممارسات صديقة للبيئة، إضافة إلى الاهتمام بأن تتسم مرافق المتحف بأنظمة تحكم بيئية ذكية تدير الإضاءة والتدفئة والتبريد وجودة الهواء الداخلي، وتقديم خدمات تحافظ على معايير الاستدامة، وتوفير مساحات خضراء وممرات مفتوحة، مما يسهم في خلق تجربة متكاملة مع تقليل الأثر البيئي.

ونتيجة للحرص على تلك الممارسات البيئية الخضراء، فقد حصل المتحف على جوائز عدة منها جائزة أفضل مشروع في مجال البناء الأخضر خلال منتدى البيئة والتنمية عام 2022، ليكون بذلك أول متحف في مصر يتم اعتماده كمبنى أخضر صديق للبيئة، وجائزة أفضل نموذج لبناء المنشآت، والشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقا لنظام الهرم الأخضر المصري من المركز القومي لبحوث الإسكان في عام 2022، لمساهمته في إعداد دليل لتقييم المتحف كمشروع أخضر مستدام ونشر الوعي بكل ما يتعلق بالمباني الخضراء المستدامة، إلى جانب الترويج لها وإلقاء الضوء على المنفعة العائدة منها على الموارد الاقتصادية والبيئية والمجتمعية لتحقيق رؤية مصر 2030.

وعلاوة على تلك الجوائز، فقد حصل المتحف على عدد من الشهادات الدولية، منها الشهادة الدولية في مجال السلامة والصحة المهنية، والشهادة الدولية في مجال إدارة البيئة، والشهادة الدولية لنظم الجودة، وشهادة "أيزو" المختصة بإدارة المخاطر الناشئة عن فيروس كورونا (كوفيد 19) لحماية الصحة والسلامة والرفاهية المتعلقة بالعمل، ولالتزامه بمعايير الجودة منذ بداية ظهور الأزمة، وحصوله على الشهادة الدولية "EDGE ADVANCE" للمباني الخضراء والمعتمدة من مؤسسة التمويل الدولية إحدى مؤسسات مجموعة البنك الدولي؛ ليصبح أول متحف أخضر في إفريقيا والشرق الأوسط.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة