السبت 15 نوفمبر 2025

سيدتي

في فصل الخريف.. استشاري نفسي يوضح هل هو نهاية الأشياء أم بداية جديدة؟| خاص

  • 26-10-2025 | 09:08

فصل الخريف

طباعة
  • فاطمة الحسيني

مع تبدل الفصول واقتراب الخريف، تختلف مشاعر الناس تجاه هذا الفصل الذي يجمع بين جمال الألوان وتساقط الأشجار، فبينما يراه البعض رمزًا للنهاية وانطفاء الحيوية، يراه آخرون بداية جديدة وفرصة للتجدد، تمامًا كما تتخلص الطبيعة من أوراقها الزائدة لتستعد لفصل جديد من النمو، لكن كيف ينعكس هذا التبدل الطبيعي على حالتنا النفسية؟ ولماذا يشعر بعض الأشخاص بالاكتئاب والحنين في الخريف، بينما يجد فيه آخرون طاقة للبدء من جديد؟ وكيف يمكن للمرأة أن تحول مشاعر الحنين إلى دافع للنضج والتطور؟.

ومن جهته يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أن تبدل الفصول، وخصوصًا الخريف، يؤثر بشكل مباشر على المزاج النفسي للإنسان، تبعًا لطبيعة شخصيته واستجابته للتغيير، فهو فصل المشاعر المتبدلة، وأصحاب الشخصية الدورية، يعانون من تذبذب مزاجي واضح مع تغير الفصول، إذ يشعرون بأن الحياة تميل نحو نهايتها مع اقتراب الخريف، فضلا عن الإحساس بالاكتئاب أو بالخمول، وقد يتبدل المزاج لديهم أكثر من مرة خلال اليوم نفسه، وهؤلاء الأشخاص قد يجدون في الشتاء امتدادًا للحزن وصعوبة في التأقلم، وهو ما يجعل تأثير الخريف يختلف من إنسان لآخر، بينما يمر آخرون بنشاط مفرط أو نوبات هوس خفيفة.

وأضاف استشاري الطب النفسي، أن رمزية سقوط أوراق الشجر في الخريف يمكن النظر إليها من زاوية إيجابية، فهي تعبير نفسي جميل عن التخلص من الضغوط والمشاعر السلبية، تمامًا كما تتخلص الطبيعة مما لم تعد تحتاجه، وأن التطور النفسي لا يأتي من الحزن أو الحنين، بل من القدرة على التكيف والعمل والحب والعطاء، والإنسان الذي يعيش حياته بمرونة ويواجه تحدياته بابتسامة هو من يستطيع أن يتطور وينضج نفسيًا.

وأكد، أن بالنسبة لاختلاف الأشخاص في استقبال التغير، فنضج الشخصية هو العامل الأهم في تحديد مدى تقبل الإنسان للتبدل والفقد، فكلما كانت أكثر نضجًا ومرونة، كان تقبلها للتغيير أسهل، الشخصيات الناضجة تمتلك مهارات حياتية واجتماعية تساعدها على التجاوز والتجدد، تعرف متى تترك ما يؤذيها وتمضي نحو ما ينفعها، أما من يتسمون بأنماط الطابع الوسواسي والعصبي عادة ما يكونوا أكثر تمسكًا بالماضي والعلاقات القديمة، لأنهم يجدون صعوبة في التخلي والتأقلم.

واختتم حديثه مؤكدا على ضرورة أن ترى المرأة في فصل الخريف فرصة للتجدد وليس للنهاية، وأن تستلهم من الطبيعة شجاعتها في التغيير، فتتخلص من الضغوط والمشاعر القديمة، وتستقبل فصلاً جديدًا من حياتها بطاقة متجددة وإيمان بأن كل نهاية تحمل في طياتها بداية أجمل.

الاكثر قراءة