السبت 25 اكتوبر 2025

عرب وعالم

صحيفة أمريكية: واشنطن تصعّد توتر العلاقات مع بوجوتا بفرض عقوبات على "بيترو"

  • 25-10-2025 | 13:17

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، في عددها الصادر اليوم السبت، أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض عقوبات على الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو وأفراد أسرته، يُعد تصعيدًا في التوتر بين واشنطن وبوجوتا؛ على خلفية قضايا تهريب المخدرات والضربات الأمريكية التي تستهدف قوارب يُشتبه في نقلها للمخدرات.

وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير إخباري - أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت فرض عقوبات شخصية على كل من الرئيس بيترو، وزوجته فيرونيكا، وابنه نيكولاس، ووزير الداخلية الكولومبي أرماندو بينيديتي، متهمة إياهم بـ"الفشل الواضح" في وقف إنتاج المخدرات غير المشروعة.

ونقلت عن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قوله في بيان : "منذ تولي الرئيس جوستافو بيترو السلطة، شهد إنتاج الكوكايين في كولومبيا ارتفاعًا غير مسبوق منذ عقود، ما أدى إلى إغراق السوق الأمريكية وتسميم المواطنين". 

وأضاف: "بيترو سمح لعصابات المخدرات بالازدهار ورفض اتخاذ إجراءات حاسمة، والرئيس ترامب اليوم يتخذ خطوة قوية لحماية بلادنا والتأكيد أننا لن نتسامح مع تهريب المخدرات إلى أراضينا".

من جانبها.. قالت إليزابيث ديكنسون، كبيرة محللي شؤون منطقة الأنديز في مجموعة الأزمات الدولية للصحيفة، إن العقوبات تعكس "استعداد الإدارة لاستخدام لغة القوة بدلاً من أدوات الدبلوماسية التي حافظت على تماسك العلاقات الثنائية"..

مضيفة: "استهداف بيترو مباشرة يوجه رسالة واضحة لبقية دول المنطقة حول كلفة عدم الالتزام بالسياسات الأمريكية".

وشهدت العلاقات بين واشنطن وبوجوتا، الحليف الأوثق للولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية منذ عقود، تدهورا متزايدا في الأشهر الأخيرة؛ إذ تتهم إدارة ترامب حكومة بيترو اليسارية بعدم كبح تجارة المخدرات، وشنت هجمات على قوارب تقول إنها تحمل مخدرات إلى الولايات المتحدة دون تقديم أدلة دامغة.

وفي سبتمبر الماضي، ألغت وزارة الخارجية الأمريكية تأشيرة دخول بيترو إلى الولايات المتحدة، متهمة إياه بتحريض الجنود الأمريكيين على "عصيان الأوامر وإثارة العنف" خلال كلمة ألقاها في تجمع مؤيد للفلسطينيين بنيويورك كما أعلنت الإدارة حينها عزمها سحب اعتماد كولومبيا كشريك في جهود مكافحة المخدرات.

ويعد بيترو من أبرز المنتقدين في المنطقة للهجمات الأمريكية المميتة على القوارب الصغيرة قبالة سواحل أمريكا الجنوبية، إذ تقول واشنطن إنها استهدفت منذ مطلع سبتمبر ما لا يقل عن عشرة قوارب وقتلت أكثر من 43 شخصًا.

وقال بيترو حينها إن مهاجمة القوارب التي تنقل المخدرات "لن تقتل سوى شبان فقراء لا يملكون شيئًا من البضاعة"، واتهم لاحقًا الولايات المتحدة بتفجير قارب صيد داخل المياه الكولومبية أدى إلى مقتل مواطن كولومبي. 

وأضاف لصحيفة واشنطن بوست: "إنه قتل متعمد، لأنهم لا يملكون أسلحة ولا القدرة على الدفاع عن أنفسهم، وليس هذا هو الطريق لوقف تهريب المخدرات".

ومن جانبه، وصف الرئيس ترامب بيترو بأنه "زعيم مخدرات غير شرعي" دون تقديم أدلة، محذرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أنه "من الأفضل لبيترو إغلاق شبكات المخدرات، وإلا ستغلقها الولايات المتحدة نيابة عنه، ولن يكون ذلك بشكل لطيف".

وقال جيف رامزي، الباحث في مجلس الأطلسي، إن استهداف بيترو وعائلته والمقربين منه "يعكس رغبة البيت الأبيض في تركيز الضغط على الدائرة الضيقة للرئيس، دون الإضرار بالبلاد ككل، لتفادي منحه فرصة لاستثمار العقوبات سياسيًا قبيل الانتخابات المقبلة".

ووصف كيفن ويتاكر، السفير الأمريكي السابق لدى كولومبيا، الوضع الحالي بأنه "أسوأ لحظة في تاريخ العلاقات الثنائية"، مضيفًا أن "المسار بين البلدين يتجه نحو مزيد من التدهور".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة