يسعى المتحف المصري الكبير إلى تقديم تجربة زيارة غير مسبوقة، تجمع بين عظمة الحضارة المصرية القديمة وأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، في إطار رؤيته للتحول إلى متحف ذكي عالمي، حيث يعد أكبر صرح مخصص لحضارة واحدة في العالم، يقع عند سفح الأهرامات ويضم آلاف القطع الأثرية التي تُعرض لأول مرة منذ اكتشافها.
ويقدم المتحف المصري اكبير تطبيق بأنظمة رقمية متكاملة لإدارة تجربة الزائرين، لبناء منصة ذكية تشمل إدارة التذاكر والبوابات والتوجيه وخدمات الواي فاي ومواقف السيارات، إلى جانب أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت لتوفير تجربة مخصصة وسلسة داخل القاعات.
كما يُخطط المتحف لإطلاق تطبيق تفاعلي يتيح للزوار تحديد مسار رحلتهم وفق اهتماماتهم، سواء في عالم الفراعنة أو المومياوات الملكية أو الفنون المصرية القديمة، مع تطوير محتوى صوتي ومرئي باللغات المختلفة لتعزيز التفاعل الفوري مع المعروضات.
ويولي المتحف اهتمامًا خاصًا بالأطفال، من خلال برامج تعليمية وترفيهية تعتمد على الألعاب الذكية والواقع المعزز، لتتحول المعرفة التاريخية إلى تجربة ممتعة تجمع بين التعلم والاكتشاف.
ورغم أن وزارة السياحة والآثار أكدت عدم تحديد موعد الافتتاح الرسمي بعد، تشير التوقعات إلى أن الافتتاح سيكون في الربع الأخير من عام 2025. ومع اكتمال التجهيزات التقنية والإنشائية، يستعد المتحف لأن يكون منصة ثقافية رقمية متكاملة تعكس رؤية مصر الجديدة في ربط ماضيها العريق بمستقبلها الذكي.مراكب الشمس.. رحلة الخلود من جوار الهرم إلى المتحف المصري الكبير
تبرز فكرة المتحف ليس كمخزن للآثار فقط، بل كمسرح تفاعلي يعانق المستقبل ويوقظ الماضي، ومعها تنبثق رؤية المقاييس الجديدة للثقافة، وهنا يخطو المتحف المصري الكبير إلى قلب التحل، كمنبر يمتد من أعماق الحضارة المصرية القديمة إلى آفاق الذكاء الاصطناعي.
منذ لحظة دخول الزائر يبدأ رحلة مخصصة تُراعي اهتماماته، عبر تطبيق ذكي يرشدُه إلى المسار الأنسب سواء كان شغفه بالمومياوات الملكية أو الفنون المصرية القديمة أو أسرار عالم مصر القديمة ويتيح له التفاعل مع مساعد افتراضي ناطق يُجيب فورياً على تساؤلاته التاريخية والثقافية، ما يجعل التجربة داخل المتحف أكثر من مجرد زيارة، بل تجربة شخصية تتكيّف مع كل زائر على حدة.
ولجذب الأجيال الصغيرة إلى عالم التاريخ بطريقة حديثة، يقدم المتحف برامج ترفيهية تعليمية قائمة على ألعاب ذكية واختبارات تفاعلية، فتتحول المعرفة إلى مغامرة رقمية داخل القاعات.
ومع اقتراب موعد الافتتاح الذي يُعلن حالياً أنه مقرر في 1 نوفمبر 2025. يترقب العالم قيام هذا الصرح كمنصة ثقافية رقمية متكاملة، ليس مجرد وجهة سياحية، بل عنوان جديد للتحول الثقافي في مصر، ورسالة بأن إرث المصريين القدماء لا يزال قادراً على الإلهام في عصر الذكاء الاصطناعي.
منذ أن بدأت فكرة المشروع العملاق، كان الهدف أبعد من مجرد بناء صرح ضخم يضم الآثار المصرية، بل السعي إلى خلق تجربة رقمية عالمية تجعل المتحف متاحاً لكل إنسان على وجه الأرض بضغطة زر
التحول الرقمي.. من المعروضات إلى العقول
أعدت إدارة المتحف مشروع التحول الرقمي الشامل، الذي يهدف إلى رقمنة مقتنيات المتحف بالكامل، عبر قاعدة بيانات ضخمة تضم صوراً ثلاثيّة الأبعاد، ووصفاً تفصيليّاً لكل قطعة، ومعلومات تاريخية دقيقة باللغتين العربية والإنجليزية، مع إمكانية التصفح باللغات الأخرى مستقبلاً.
ولا يقتصر الأمر على العرض الافتراضي، بل يمتد إلى تجارب تفاعلية تمكن الزائر من التجوّل داخل قاعات المتحف افتراضياً باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزّز (VR/AR)، وكأنه يسير بنفسه بين التماثيل والمومياوات.
الهدف من تطبيق هذه التقنيات ليس فقط جذب الزوار، بل تعزيز الوعي الثقافي العالمي بالحضارة المصرية من خلال تجربة تعليمية حديثة ومفتوحة، تربط بين المعرفة والترفيه، وتحوّل المتحف إلى فصل رقمي مفتوح للعالم.
الذكاء الاصطناعي وتجربة الزائر الذكية
وتعد أحد أبرز ملامح خطة التحول الذكي هو إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة تجربة الزائرين، فمنذ لحظة دخول المتحف، سيُستقبل الزائر بتطبيق ذكي يرشده إلى مسار الزيارة الأمثل وفق اهتماماتهم، سواء كانت الآثار الملكية، أو الفن المصري القديم، أو المومياوات الملكية.
كما يتيح التطبيق إمكانية الحوار الصوتي مع مساعد افتراضي ناطق يجيب على الأسئلة التاريخية والثقافية فوراً، مما يحول الزيارة إلى رحلة معرفية شخصية تتكيف مع كل زائر على حدة.
التعلم والترفيه للأجيال الصغيرة
ولم ينس المتحف الجيل الجديد، إذ يقدم تجربة مخصصة للأطفال والشباب تعتمد على الألعاب التعليمية والاختبارات التفاعلية، مما يجعل التعلم عن التاريخ متعة رقمية لا تنسى.
كما يُستعرض موقع المتحف الإلكتروني الذي أُطلق حديثاً، ويضم قسم “Mixed Reality” لتجارب الواقع المعزز والافتراضي، ما يدل على استعداده ليكون منصة رقمية مفتوحة للجميع.
الإدارة المستدامة والتكنولوجيا الخضراء
ولا يقتصر التحول الذكي على الجانب التقني فحسب، بل يمتد إلى مفهوم الإدارة المستدامة، وقع المتحف مذكرة تفاهم مع Schneider Electric لإدخال حلول ذكية لإدارة الطاقة والتحكم في أنظمة الإضاءة وتبريد المعروضات، ما يعكس التزاماً بالبيئة والتشغيل المستدام.