أشاد المشاركون في ندوة "الأمم المتحدة في عيدها الـ 80 : التحديات والفرص" ، التي نظمها المجلس المصري للشئون الخارجية، بالدور الكبير الذي لعبه أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية والإنمائية، في التخفيف من الكارثة الإنسانية التي حلت بأبناء الشعب الفلسطيني في غزة بسبب جريمة الإبادة الجماعية وأعمال التدمير والقتل الجماعي من جانب إسرائيل.
وقد نظم المجلس المصري هذه الندوة، بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية بالقاهرة، احتفاء بالذكرى الـ 80 لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، التي دخل ميثاقها حيز النفاذ في 24 أكتوبر 1945.
وأشار المجلس، خلال الندوة، الى أن مصر تعد ضمن الدول الأعضاء الخمسين المؤسسين للمنظمة، بمشاركتها النشطة في صياغة أحكام الميثاق، ووثائق أخرى أساسية صدرت عن المنظمة في سنواتها الأولى مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، فضلاً عن تولي أحد أبنائها ، وهو الدكتور بطرس بطرس غالي ، منصب الأمين العام للمنظمة (1992-1996)، حيث ساهم في تطوير دورها من خلال أبرز مساهماته وهي "أجندة من أجل السلام".
وحظيت عملية إصلاح الأمم المتحدة ، القديمة قدم المنظمة ذاتها ، والمبادرات ذات الصلة، بأولوية في النقاش، خاصة فيما يتعلق بمواقف الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ، كما توافقت الآراء حول الحاجة إلى تعزيز دور الأمين العام للأمم المتحدة ، لاسيما فيما يتعلق بالوساطة وغيرها من الوسائل السياسية لتسوية المنازعات الدولية.
وفي هذا السياق ، تم التأكيد على أهمية التحرك الجماعي لدول الجنوب العالمي لدعم القانون الدولي والتمسك بمبادئ الميثاق فوق المصالح السياسية الضيقة.
وذكر المشاركون في الندوة بأن المنظمة أظهرت قدرًا كبيرًا من الإبداع أثناء الحرب الباردة، بالرغم من القيود التي فرضها تنافس القوى العظمى في تلك الحقبة.
وشملت الندوة جلسة افتتاحية تحدث فيها، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية وممثل مكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية بالقاهرة، والسيدة إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر ، أما الجلسة الرئيسية فقد تناولت خمسة محاور رئيسية هي : أزمة تعددية الأطراف والنظام الدولي، الأمم المتحدة والقانون الدولي، إصلاح الأمم المتحدة : الواقع والمأمول ، دور الأمم المتحدة في حفظ السلام : مقاربة مصرية، وأخيرًا دور المنظمة في مواجهة جرائم إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأثرى النقاش مشاركة كل من مساعد وزير الخارجية للعلاقات الدولية متعددة الأطراف والأمن الدولي، ومساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية ، وممثل مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (اعتبارًا من ديسمبر القادم)، هذا بجانب نخبة من أعضاء المجلس والخبراء الذين أكدوا أهمية دور الأمم المتحدة، وأنه رغم أوجه قصورها المتعددة واختلالها الوظيفي الحالي وتهميش دورها في قضايا رئيسية، بجانب التحديات التي تواجهها اليوم مثل تغير المناخ والانتشار النووي، إلا أنه لا يوجد بديل لها.