الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

تحقيقات

مجازر الفاشر.. فصل جديد من جرائم ميلشيات الدعم السريع

  • 28-10-2025 | 10:47

الفاشر

طباعة
  • محمود غانم

ارتكبت ميليشيات «الدعم السريع» في السودان مجازر بحق المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عقب إعلانها السيطرة على المدينة بعد حصار خانق استمر لأكثر من عام.

ووثقت صور ومقاطع فيديو تداولها ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي مشاهد صادمة لهذه المجازر، التي تأتي ضمن نهج متكرر تتبعه الميليشيات بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي».

وتظهر المقاطع انتهاكات ارتكبتها ميليشيات «الدعم السريع» بحق المدنيين؛ إذ طارد عناصرها مدنيين فارّين داخل مدينة الفاشر واحتجزوا عشرات الأشخاص بملابس مدنية في مناطق مجاورة.

كما وثّقت لقطات أخرى عشرات الجثث الملقاة على الأرض، بعضها متفحم، إلى جانب مركبات محترقة داخل محيط المقر العسكري، في مشاهد تعكس حجم الفظائع التي رافقت سيطرة الميليشيا على المدينة.

مجازر مروعة

وحسب وزارة الخارجية السودانية، فإن ميليشيات «الدعم السريع» ارتكبت ولا تزال ترتكب عمليات قتل عنصرية وترويعًا ممنهجًا ضد المدنيين العُزّل، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في مشاهد صادمة يوثقها مرتكبوها بفخر ووقاحة، ما يكشف عن طبيعتها الإجرامية التي تحترف الدماء والإرهاب، على حد تعبير الوزارة.

وأكدت أن هذه الميليشيات «خططت لهذه الإبادة الجماعية بحصار الفاشر وتجويع سكانها لمدة عامين ونصف لتتوجها اليوم بمجزرة مروّعة تُضاف إلى سجل الميليشيا الأسود من الفظائع والانتهاكات الممتدة من مدينة الجنينة إلى قرى وأرياف ولاية الجزيرة».

وحذرت الحكومة السودانية مرارًا المجتمع الدولي من خطورة الصمت والتقاعس، وطالبت بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2736) لسنة 2024، وفق الخارجية، التي أكدت أن غياب الإرادة السياسية الدولية مكّن ما وصفته بـ«الميليشيا الإرهابية» ومنحها الضوء الأخضر لتحدي القوانين الدولية والديانات السماوية وأن تستمر في زهق الأرواح وتدمير المدن وهتك أعراض الشرفاء. وتسببت هذه الأحداث في نزوح أكثر من 26 ألف شخص من مدينة الفاشر خلال 48 ساعة، بحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.

سقوط الفاشر

وأعلنت «قوات الدعم السريع» الأحد بسط سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وبعد ذلك، أكد حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة «جيش تحرير السودان» مني أركو مناوي أن مدينة الفاشر قد سقطت بيد «الدعم السريع».

وفي المقابل، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أن القيادة فضّلت مغادرة المدينة بسبب ما تعرضت له من تدمير ممنهج.

وقال عبد الفتاح البرهان في كلمة متلفزة: «الشعب السوداني والقوات المسلحة سينتصران»، مؤكّدًا قدرة القوات على «تحقيق النصر وقلب الطاولة واستعادة الأراضي».

وأوضح أن تقدير القيادة في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور «كان مغادرة المدينة بسبب ما تعرضت له من تدمير ممنهج»، موضحًا أن قرار الانسحاب اتُّخذ لأسباب ميدانية وإنسانية.

وأضاف البرهان أن القوات «عازمة على أن تقتص لكل شهدائنا»، وأن الجيش مصمم «على تطهير البلاد من المرتزقة والاقتصاص لشهدائنا».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة