السبت 1 نوفمبر 2025

مقالات

مصر.. المتحف المفتوح الأول للآثار

  • 28-10-2025 | 16:00
طباعة

تمثل مصر وحضارتها أحد أهم وأعظم حضارات العالم التي خلفت تراثا عظيما لم يماثلها حضارة أخرى، فتكاد تكون مصر هي البلد الوحيد التي لها علم باسمها (الإيجبتولوجي= علم المصريات) ويعتقد البعض أن تراث المصري القديم الذي تحتفظ به المتاحف بدأ مع العصور الحديثة، ولكن هذا ليس أمرا سليما حيث ترك الأجداد تراثا يدل علي حفظهم ورعايتهم لتراث من سبقهم بل وعملوا علي عرض هذه الآثار لتكون بمثابة متحف مفتوح للآثار المصرية ومن بين من اهتموا بالأمر كان خعموايت ابن رمسيس الثاني الذي نجد اسمه مرمما ومحافظا علي تراث خفرع وونيس على سبيل المثال، ويبدو أن الولد قد سار علي نهج أبيه في حماية التراث حيث كان رمسيس الثاني يقوم بكتابة جملة جميلة لحماية الآثار وإمكانية فتحها للزائرين حيث يقول (جدد الآثار لأبيه آمون رع سيد عروش الأرضين) وكان الملوك يستحبون قول (ما دامت السماء ستدوم آثاري على الأرض) 

ونجد في بعض مناطق الآثار قيام بعض الأشخاص منذ العصر الفرعوني بزيارة آثار الأجداد والتبرك بها بل، والعمل علي صيانتها والحفاظ عليها.

في العصر البطلمي عمل الحكام علي إبراز العلوم والفنون التي خلفها المصريون، ولذا أقاموا مكتبة الإسكندرية التي كانت أول مكتبة حكومية، وبجانبها أقاموا ما يشبه أكاديمية البحث العلمي والتي كان اسمها موسيون ومنها اشتقت كلمة museum ومترادفاتها المتداولة في كافة اللغات.

واستمرت فكرة المتحف عند المصري عبر العصور حتي جاء عصر الأسرة العلوية وفي عهد محمد علي ولخلاف مع القنصل الفرنسي في مصر ميمو، والذي كان مهتما بتجارة الآثار،  أصدر محمد علي والي مصر قرارا بأن تؤول كل الآثار إلى ملكية الدولة وعهد الى رفاعة رافع الطهطاوي ويوسف ضياء أفندي، وكانا اثنين من الشباب المصري درسا في الخارج بتولي الأمر حيث قاما بتجميع الآثار ونقلها إلى متحف الأزبكية، والذي يعد أول متحف مصري في العصر الحديث.

بعد وفاة محمد علي توقف المشروع وفي عهد سعيد باشا انتقلت الآثار إلى القلعة، وتحكي المصادر أنها أهديت إلى الأرشيدوق ماكسيمليان ولي عهد النمسا.

ثم كانت البداية الحقيقة مع مجيء أمين متحف اللوفر أوجست مارييت لشراء مجموعة مخطوطات قبطية، وعثوره علي سيرابيوم سقارة وإرساله إلى فرنسا بالعديد من الآثار التي اكتشفها، ومن ثم كان عليه تجميع الآثار في متحف وهو ما لم يقبله في البداية الخديوي إسماعيل علي الرغم من وساطة فرديناند ديليسبس، ولكنه أذعن للأمر ووافق علي إعطاء مكان في بولاق (متحف المركبات الملكية الآن) ليكون متحفا للآثار المصرية، وظل المتحف يحوي الآثار حتي وفاة مارييت باشا، والذي تحكي المصادر أن تلميذه ماسبيرو أخبره بأن عددا كبيرا من الآثار قد تلفت وضاعت نتيجة لارتفاع فيضان النيل وبعده انتقل المكان إلى متحف سراي الجيزة بجوار موقع كلية الهندسة جامعة القاهرة الآن.

اتسعت رقعة الاثار المصرية فقام ماسبيرو بالتحدث مع الخديوي عباس حلمي حيث وافق الأخير علي إنشاء متحف للآثار المصرية وتم اختيار موقع في ميدان الإسماعيلية ( التحرير الآن) لبناء المتحف، وتقدمت شركات عالمية بالتصميم حتي قبل تصميم الفرنسي مارسيل دورنون الذي وضع تصميم المتحف علي شكل واجهة المعبد المصري يتوسطه هيئة الهية لحتحور-إيزيس ربة الأمومة والسعادة، بمساحة  ووضع علي الواجهة أسماء اشهر الحكام والمؤرخين الذين ارتبطوا بمصر.

في 15 نوفمبر 1902 افتتح المتحف المصري كأكبر متحف في العالم يضم آثار حضارة واحدة حيث يحوي أكثر من 120 ألف قطعة علي طابقين، الطابق السفلي يسير باتجاه تاريخي فيبدأ من عصر ما قبل التاريخ ثم الدولة القديمة، الدولة الوسطى والدولة الحديثة، ومجموعة العمارنة، ثم يكتمل بالعصر المتأخر واليوناني الروماني وحضارة النوبة.

الطابق الثاني يضم آثار مجموعات متكاملة وأشهرها مجموعة توت عنخ امون، مجموعة يويو وتويا، آثار تانيس والمومياوات.

لا يمكن أيضا نسيان حديقة المتحف التي تعد متحف هواء طلق رائعا غير متكرر في الكثير من متاحف العالم.

كان أول مدير مصري للمتحف هو الأستاذ محمود حمزة، ولا يمكن أن ننسى علماء الآثار المصريين الذين أثروا باكتشافاتهم المتحف المصري ومنهم أحمد باشا كمال 185-1923
أول كاتب ومعلم للغة اللغة المصرية 

ينسب له الكشف عن مومياوات البر الغربي (محفوظة بالمتحف المصري).

نقل آثار المتحف مرتين الأولي من بولاق إلى سراي الجيزة، والثانية إلى المتحف الحالى في التحرير.

أول من أنشأ علم الآثار في مدرسة المعلمين العليا ثم الجامعة الأهلية. 

سليم حسن 1881-1961 آثاري عتيق  نقل عنه كل الأجانب وتتلمذ علي يد جولينشف

أول من لفت النظر إلى سرقة الآثار المصرية حين سافر مع أحمد باشا كمال لحضور احتفالية شامبليون، وكتب عن الآثار المصرية في متاحف أوروبا.

عمل مع يونكر في الهرم ثم عام 1929 كان أول عمله المستقل وكان أول كشفه مقبرة رع  ور ثم مقبرة خنتكاوس ومقابر أبناء خفرع .

أحمد فخري 1905-1973 مدرسة الواحات العظيمة عين المفتلة الباويطي سيوة المزوقة

حياة الواحات.

هناك عبد المنعم أبو بكر، عبد العزيز صالح، عبد الحليم نور الدين، جاب الله علي جاب الله، علي رضوان، تحفة حندوسة وكثيرين خلقوا مدرسة العلم المصرية حول العالم. 

ويمكن من خلال مجموعة صور أن نتعرف علي نموذج لمدينة تمثل متحفا مفتوحا للاندماج الحضاري وهي مدينة الإسكندرية أحد كنوز مصر المنسية والحضارية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة