تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير حسن يوسف، أحد رموز السينما المصرية في الستينيات والسبعينيات، الذي استطاع أن يجمع بين الموهبة والالتزام في مشوار فني تجاوز نصف قرن، قدّم خلاله أكثر من 200 عمل فني متنوع بين السينما والمسرح والتليفزيون، قبل أن يختتم مسيرته بدور خالد في وجدان الجمهور وهو الشيخ الشعراوي في مسلسل «إمام الدعاة».
وُلد حسن يوسف عام 1934 في حي السيدة زينب بالقاهرة، وبدأ رحلته مع الفن بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية ودراسته بكلية التجارة عام 1955.
كانت بدايته الحقيقية عندما اكتشفه الفنان الكبير حسين رياض وقدّمه في فيلم «أنا حرة» عام 1959 أمام لبنى عبد العزيز، ليصبح بعدها واحدًا من أبرز وجوه جيله، وتلمع نجوميته في أفلام مثل «في بيتنا رجل» و«الخطايا» و«أم العروسة».
شكّل حسن يوسف مع السندريلا سعاد حسني ثنائيًا فنيًا ذهبيًا، قدّما معًا 14 فيلمًا من بينها «للرجال فقط»، «الزواج على الطريقة الحديثة»، و«شيء من العذاب»، وهي أعمال رسّخت صورته كـ«الولد الشقي» وصاحب الحضور الرومانسي الذي جمع بين الطيبة والجرأة في آنٍ واحد.
تزوّج حسن يوسف مرتين، الأولى من الفنانة لبلبة، قبل أن تجمعه قصة حب كبيرة بالفنانة شمس البارودي التي أصبحت زوجته عام 1972.
قدّم معها عددًا من الأفلام ثم تولّى إخراج بعضها، منها فيلم «اثنين على الطريق» مع عادل إمام عام 1984، وهو آخر أفلامها قبل إعلان اعتزالها الفن نهائيًا.
واستمر زواجهما أكثر من خمسة عقود، وكان مثالًا للوفاء والاستقرار داخل الوسط الفني.
في عام 1990 قرر حسن يوسف اعتزال التمثيل بعد فيلم «الشقيقتان»، مؤكدًا أنه لم يقل يومًا إن الفن حرام، لكنه فضّل التوقف احترامًا لقناعاته الروحية في تلك المرحلة.
وبعد اثني عشر عامًا عاد إلى الشاشة من بوابة العمل الديني، من خلال مسلسل «إمام الدعاة» الذي جسّد فيه السيرة الذاتية للشيخ محمد متولي الشعراوي، بعد أن استشاره الراحل نفسه في فكرة العودة، فنصحه بأن تكون عودته من خلال عمل يحمل رسالة وقيمة للمشاهد.