الثلاثاء 27 اغسطس 2024

بالصور.. تعرف على تفاصيل احتفال "ناصر" بانطلاق بناء السد العالي

9-1-2018 | 23:52

كان حلماً فخاطراً فاحتمالا ثم أضحى حقيقة لا خيالا ..
 عمل من روائع العقل جئناه بعلم ولم نجئه ارتجالاً ..
 إنه السد فارقبوا مولد السد وباهو بيومه الأجيال ..
بتلك الأبيات من قصيدة "قصة السد" التي نظم أبياتها الشاعر المبدع عزيز أباظة، بشرت أم كلثوم مصر بالبدء في بناء السد العالي عندما غنت تلك القصيدة في 25 نوفمبر 1959 بقاعة الإحتفالات بجامعة القاهرة .. وبعد 45 يوماً ، في التاسع من يناير 1960 في مثل هذا اليوم أرسى الرئيس جمال عبد الناصر حجر الإساس إيذاناً بالبدء في بناء السد العالي.

حضر ملك المغرب محمد الخامس إلى مصر ليشهد احتفال مصر بهذا الحدث الجلل وليشاركنا أفراحنا ، فأقامت وزارة الثقافة والإرشاد القومي حفلاً بدار الأوبرا ضمن احتفالات مصر ببناء السد العالي يوم الخميس 14 يناير 1960 حضره الرئيس جمال عبد الناصر وملك المغرب ولفيف من رجال السلك الدبلوماسي ورجال الفن والصحافة وكبار الشخصيات، وقدمت أم كلثوم أغنيتين في تلك المناسبة وهما "أروح لمين" و"هجرتك" ، وقدمت فرقة رضا عدة رقصات من الفنون الشعبية.   

أقيم الحفل الثاني والخاص ببدء العمل في السد العالي يوم الأحد 17 يناير 1960 في أسوان وسُمي بحفل أضواء المدينة ، وحضره أيضاً الرئيس جمال عبد الناصر ، وأحيا الحفل نجوم الغناء والفن في مصر ، منهم عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش اللذان سافرا بطائرة حربية إلى أسوان وسافر باقي نجوم الطرب والسينما بالقطار يصحبهم 40 موسيقياً و30 من أفراد الكورس.

إحتشد كل نجوم الفن في مصر ومن بينهم شادية وهدى سلطان وصباح ومحمد عبد المطلب وفريد شوقي  وسامية جمال وفرقة ساعة لقلبك والثلاثي المرح ليمنحوا أسوان وعمال ومهندسي السد ليلة من ليالي العمر ، حيث غنى كل مطرب أغنيتين ،أغنية للسد وأغنية يختارها الجمهور ، وقد صفق الجمهور بشدة لشادية وهي تغني أغنية "خطابك كتير وقالوا لي" عندما أشارت إلى الرئيس جمال وقالت " حبيبنا أهه .. زعيمنا أهه" ، وغنت نجاة الصغيرة أغنية للسد بعنوان "ولد العم يا جمال" .

قبل أن يغني عبد الحليم حافظ "حكاية شعب" قدم إلى الرئيس جمال شريطاً يحمل الإنشودة ، وأجاد خليم في الغناء وبعد أن انتهى أشار إليه الرئيس ليهبط من المسرح كي يصافحه .

خالف فريد الأطرش العرف ، فقد بدأ بأغنية عاطفية ثم غنى ثنى بأغنية عن السد بعنوان "يا أسطى سيد" وكانت أغنية قديمة لفريد ، ودوى التصفيق عندما صعد محمد عبد المطلب المسرح وأمتع الرئيس وضيفه والجمهور بأغانيه ومواويله ، وصاحب أحمد فؤاد حسن وفرقته نجوم الفن في تلك الليلة الخالدة.