حوار يكتبه: غالى محمد
منذ أن سافر المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لإجراء جراحة فى ألمانيا، وأنا على تواصل معه عبر رسائل الموبايل التى بدأ فى الرد عليها عقب خروجه من العناية المركزة وتجاوزه فترة النقاهة.
وبرغم رده على الرسائل عبر الموبايل، إلا أننى كنت أتصل به تليفونيا كل فترة، على أمل أن أسمع صوته وأطمئن عليه، لكن ظروف مرضه كانت تحول دون ذلك، وبعد عودته للقاهرة كررت نفس السيناريو، التواصل معه عبر الرسائل، ومحاولة الاتصال به، لكنه لم يرد وتوقعت أنه لم يرد على التليفون الذى اعتاد أن يرد عليه لأنه غير قادر على الرد.
ولكن قررت الاتصال به مجددا مساء السبت، جاءنى هاتف أن أطلبه على التليفون للاطمئنان عليه ولتهنئته بالعام الجديد، وبالفعل ولأول مرة أسمع صوت المهندس شريف إسماعيل يرد علىّ بصوته القوى الذى لم أشعر فيه بأى ضعف أو مرض.
انفعلت معه فى الحديث بالاطمئنان عليه، لدرجة أن صوتى كان يغلب عليه انفعال الفرح بمجرد أن سمعت صوته قويا مليئاً بالحيوية، بادلته بالمزيد من الدعاء والاطمئنان على أسرته وطلب رؤيته، وكعادتى المهنية ورغم شدة الانفعال سألته أكثر من سؤال، وكعادته أجاب بصوت كله أمل وتحدٍ للمرض، وعشق لمصر، لم يطلب إنهاء المكالمة كما كنت أتوقع، وإنما تفاعل مع الأسئلة ورد عليها بحضور تام وقوة.
• سألته.. متى ستمارس عملك وتعود إلى مكتبك؟
فكان رده مطمئنا، وقال بدأت منذ يومين فى متابعة بعض الموضوعات عبر التليفون، وسوف أذهب إلى مكتبى فى مجلس الوزراء فى أقرب وقت، وعموما فحالتى الصحية بخير بحمد الله وفضله.
• أريد أن أراك، فمتى؟
- أقابلك إن شاء الله عندما أذهب إلى مكتبى قريبا.
• أتمنى أن تعود سريعاً لتستكمل دورك فى خدمة الوطن خاصة وقد دخلنا فى عام جديد؟
- سوف يحدث ذلك، لكن خلال فترة العلاج لم أنفصل عن أحداث الوطن، بل كنت متابعا لكل ما يجرى ولدىّ يقين أن مصر سوف تكون أفضل حالا فى ٢٠١٨ فى كافة المجالات، وسوف يجنى المصريون فى هذا العام الجديد، الكثير من ثمار الإصلاح التى بدأت منذ أكثر من عامين، وكذلك سوف يجنى المصريون ثمار العديد من المشروعات القومية، التى حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تنفيذها بإصرار ومقدرة على تجاوز أية تحديات.
والحكومة ستكون على وعدها بأن تواصل برامج الإصلاح فى كافة المجالات وتحسين الخدمات لكل المصريين، خاصة الفقراء والطبقة المتوسطة وتحسين أحوالهم.
كلام المهندس شريف وإجاباته دفعتنى لاستكمال أسئلتى.. فتابعت وهل تتابع العمليات الإرهابية التى وقعت خلال الأيام الأخيرة؟
فكان رده حاسما.. طبعا تابعت هذه الأحداث المؤسفة، لكن مهما كانت هذه العمليات، فإن مصر عصية على أن تنكسر أمام الإرهاب، ولم ولن يقبل الشعب المصرى بأن يعيش هؤلاء الإرهابيون بينهم.
وكما رأينا فى حلوان قبل أيام، سوف يحمى المصريون بلدهم بدمائهم، وما رأيناه من دور المواطنين فى التصدى للإرهابيين فى عملية كنيسة حلوان، يؤكد أن الشعب المصرى يتصدى للإرهاب أينما يكون، وأنه لن يقبل بأن تنكسر مصر أمام الإرهاب.
مصر بشعبها وبجيشها وشرطتها تخوض أشرس المعارك ضد الإرهاب، ويطاردونه حيث يكون، وسوف ننتصر فى هذه المعركة، وأكد أنه ما هى إلا مسألة وقت قصير، وسوف يذكر التاريخ أن مصر وشعبها أقوى من أى إرهاب.
استكملت حديثى معه متسائلا: وسيادتكم فى ألمانيا لإجراء الجراحة، هل كنت تعرف مشاعر المصريين الجيدة والدعوات التى انطلقت من حناجرهم بشفائك والعودة إلى أرض الوطن بأسرع وقت؟
- نعم عرفت بذلك، وكان هناك من ينقله لى من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وهذا يؤكد أصالة الشعب المصرى العظيم الذى أحرص على أن أقوم بخدمته دائماً، والعمل على حل مشاكل كل المصريين.
كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، تجلت إنسانيته فى الاطمئنان والسؤال علىّ بصفة مستمرة، وأقدر له ذلك كرئيس وإنسان، قائد عظيم يقود مصر بروح الشجعان وأخلاق الفرسان.
انتهت مكالمتى مع المهندس شريف إسماعيل، وهو يقول الحمد لله، أنا الآن بصحة جيدة، وسوف نتقابل فى وقت قريب، مع المزيد من الدعاء والاطمئنان وأحب أن أقول أن المصريين يقفون خلف الرئيس صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب وكافة التحديات، وطالما بقى المصريون صفاً واحداً فلن يغلبهم أحد.
بعد هذه المكالمة الأولى لى مع رئيس الوزراء منذ سفره إلى ألمانيا، قررت أن أتوقف عن الاطمئنان عليهبالرسائل عبر الموبايل، والتحدث معه كل فترة بعد أن طمأننى صوته القوى، وهو يسألنى كالعادة «أخبارك إيه يا غالى وأخبار ولادك”؟
قدرت ذلك، ليس بصفتى صحفيا، ولكن كصديق للمهندس شريف إسماعيل منذ سنوات طويلة حينما تعرفت إليه، وهو رئيس إدارة مركزية بوزارة البترول عندما كان المهندس سامح فهمى وزيرا للبترول، وكنت حريصا على الالتقاء به دائما أنا وصديقى حمدى عبدالعزيز مسئول الإعلام حينئذ بالوزارة.
وفضلا عن الصداقة التى تكونت بيننا، كنت دائما لا أفارقه وهو رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية، ثم رئيسا لشركة جنوب الوادى القابضة للبترول.
وفى هذه المرحلة كنا نلتقى به كثيرا أنا وصديقى أحمد مختار الصحفى المسئول عن البترول بالأهرام المسائى.
واستمرت الصداقة وهو وزير للبترول، وما زالت صداقته وهو رئيس للوزراء.
وفى ثنايا هذه الصداقة كنت حريصا على ألا أنسى أننى صحفى أولا وأخيرا، ودون الدخول فى تفاصيل، كان المهندس شريف إسماعيل يطلعنى على أدق المعلومات عن قطاع البترول، التى كنت أعرف جيدا مايصلح للنشر منها وما لا يصلح دون الإضرار بالمصالح القومية.
ولأول مرة عرفت أخطر المعلومات عن أهم قضايا البترول، وكان يفعل ذلك لأنه يأتمننى ويعرف مدى مهنيتى ومدى حرصى على المصالح القومية للبلاد.
وسوف يأتى الوقت الذى تكون فيه بعض هذه المعلومات قابلة للنشر.
إذا كنت قد حرصت على أن أحول مكالمة الاطمئنان إلى انفراد صحفى لمجلة «المصور» التى أعمل بها منذ ١٩٨١، وذلك بعد استئذانه، فإننى أقول بحق إننى كنت وما زلت صديقا للمهندس شريف إسماعيل لوجه الله والوطن، شريف إسماعيل الإنسان الذى يعشق هذا الوطن.
وإن كنت قد تعلمت منه الكثير عن صناعة البترول فى مصر، فمنذ أن أصبح رئيسا للوزراء لم يبخل علىّ بأية معلومات، بما فى ذلك هذا الحديث السريع.
ورغم اطمئنانى عليه، وصوته القوى الذى حدثنى به، فإننى ما زلت أدعو له بتمام الشفاء والعافية.