الأحد 16 يونيو 2024

إحياء مسار العائلة المقدسة.. «خبراء»: إضافة قوية للسياحة في مصر.. والتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص ضرورة.. ويجب تطوير النقاط غير الجاهزة

تحقيقات10-1-2018 | 16:25

سامح سعد: مسار العائلة المقدسة إضافة قوية لمصر

خبير: تعاون وزارة السياحة والقطاع الخاص هام

مسئول سابق بـ«تنشيط السياحة»: أربع آليات مهمة للترويج لمسار العائلة المقدسة

مع بدء «الفاتيكان» وضع مسار العائلة المقدسة ضمن برامج الحج الكاثوليكي خلال العام الجاري، أكد خبراء السياحة أن الترويج لهذا المسار يتطلب تعاون بين وزارة السياحة وشركات القطاع الخاص فضلاً عن استخدام آليات أخرى منها عمل برامج شراكة وتكامل مع دول أخرى كفلسطين والأردن، وكذلك التواصل مع شركات السياحة في الخارج والترويج إلى المسار في هذه الدول مع ضرورة الاهتمام بتطوير النقاط الواقع عليها المسار.

أربع آليات هامة للترويج

قال أحمد شكري رئيس قطاع السياحة الدولية السابق بهيئة تنشيط السياحة، اليوم الأربعاء، إن مسار العائلة المقدسة في مصر الممتد من سيناء حتى الصعيد به 12 موقعًا جاهزًا للزيارة، وهي الواقعة في وادي النطرون والقاهرة، وكلما يجهز أحد المواقع من كل الخدمات المحيطة وساحات الانتظار ينضم إلى نقاط الزيارة.

وأضاف شكري، في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أنه مطلوب استخدام أربع آليات مهمة لجعل هذا المسار عنصراً جاذباً لأكبر عدد من السياح، أولاها مخاطبة الدول المهتمة بهذا النوع من السياحة والترويج عندها بشكل مباشر من خلال شركات السياحة، والخطوة الثانية هي تقديم خدمات متميزة عما تقدمه الدول المنافسة في هذا النمط السياحي وهي الأردن وإسرائيل وفلسطين.

وأضاف رئيس قطاع السياحة الدولية السابق أنه يمكن عمل تكامل مع فلسطين أو الأردن لوضع برامج سياحية مشتركة، وكذلك عمل اتفاقيات شراكة مع شركات الطيران الكبرى، للوصول إلى الدول البعيدة في أمريكا اللاتينية وشرق آسيا، لأن هاتين المنطقتين لا توجد خطوط طيران مباشرة بينها وبين مصر، موضحًا أن الإمارات تعتبر نقطة وصول جيدة لدول شرق آسيا، وكذلك إسبانيا، للوصول إلى أمريكا اللاتينية، مشيرًا إلى أن كل دول أوروبا خصوصا الشرقية وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا تهتم بنمط السياحة الدينية المسيحية، مضيفًا أن مصر أولت مسار العائلة المقدسة اهتمامًا منذ التسعينيات من القرن الماضي وعاد الملف إلى دائرة الاهتمام مرة أخرى العام الماضي حتى اعتماد بابا الفاتيكان لأيقونة المسار وتكاتفت هيئة التنمية السياحية بالتعاون مع القوات المسلحة لرفع كفاءة المواقع لتكون جاهزة لاستقبال السياح.

وطالب شكري بضرورة عمل حملة دعائية كبرى غير مباشرة باستخدام الصور والمجسمات والأفلام الوثائقية وتعريف حكاية كل موقع للتسويق لهذا المسار.

تعاون وزارة السياحة والقطاع الخاص

قال وكيل وزارة السياحة الأسبق، مجدي سليم، إن هناك نمطين سياحيين يجب الاهتمام بهما بشكل كبير، هما السياحة الدينية المتمثلة في مسار العائلة المقدسة في مصر للديانة المسيحية ومزارات آل البيت للإسلام، والنمط الآخر هو السياحة العلاجية والذي أصبحت الدولة على اهتمام به بعد قرار إنشاء لجنة عليا للسياحة العلاجية.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الترويج لمسار العائلة المقدسة يتطلب التعاون بين وزارة السياحة وشركات القطاع الخاص العاملة في مجال السياحة ووضع سياسة ترويجية لمصر بالتواصل مع الشركات السياحية في الخارج، قائلاً إن هذا المسار سيكون واحداً من الأسباب التي تؤدي إلى حركة سياحية كبيرة وافدة إلى مصر وجزء كبير من إجمالي السياحة في البلد مستقبلاً.

وأوضح سليم أن الترويج والاستعداد الجيد والتطوير بما يتناسب مع أهمية المكان ينجح في جلب ملايين من السياح حيث أن العالم به نحو 3.5 مليار مسيحي، مضيفاً أن نحو 35 مليون سائح قد يزوروا مسار العائلة المقدسة بشرط دعم المناطق الواقع عليها المسار واجتهاد شركات السياحة في الترويج له.

وأكد أن قرار مجلس الوزراء تشكيل لجنة عليا للتنشيط تتولى التسويق والترويج للمقاصد السياحية في مصر كان قرارا حكيما سيعمل على تحقيق هذا الهدف والتسويق لمسار العائلة المقدسة بشكل جيد وكبير، مضيفا أن المسار واقع على 24 نقطة بعضها لم تكتمل عناصر البنية الأساسية له مثل الطرق المؤدية إليه وأماكن الإقامة والمطاعم وتحتاج إلى التطوير والتجهيز.

وأشار إلى أن هناك 7 نقاط واقعة على المسار جاهزة بالفعل ومناطق مأهولة تزورها أعداد كبيرة من السياح ولا تنتظر بدء تفعيل المرحلة الأولى من مسار العائلة المقدسة في مايو المقبل وهي منطقة وادي النطرون والكنيسة المعلقة وكنيسة أبو سرجة وكنيسة شجرة مريم وكنيسة المعادي وفي الصعيد كنيسة العذراء في دير مواس بالمنيا ودير المحرق في أسيوط.

إضافة قوية لمصر

قال سامح سعد، مستشار الوزير السياحة للترويج والتسويق سابقا، إن مسار العائلة المقدسة وبدء تفعيل المرحلة الأولى منه في مايو المقبل، هو إضافة قوية إلى خريطة السياحة المصرية، مضيفاً أن طبيعة السياحة الدينية مختلفة فهي رحلات ثقافية روحية ويرتبط أعداد الوافدين بها بجاهزية الأماكن التي تستقبل السياح.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن نقاط المسار الواقعة في مناطق بعيداً عن القاهرة ووادي النطرون غير مستعدة لاستيعاب أعداد كبرى من السياح للإقامة وخاصة في المنيا وأسيوط التي لا تحتوي على فنادق أو أماكن للاستضافة كبيرة العدد، مضيفاً أن المسار يستقبل زوار بالفعل والتفعيل في مايو المقبل هو وضع الفاتيكان المسار ضمن برامج الحج المسيحي.

وطالب سعد بضرورة أن تقوم هيئة تنشيط السياحة بإعداد برامج ورحلات تعريفية لشركات السياحة الأجنبية بالمسار والنقاط الواقعة عليه ووضعه والخدمات المقدمة فيه وأن تعمل على تدريب المرشدين السياحيين ليكونوا مستعدين للتعامل مع السياح الوافدين في المسار.