في يوم الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يعد أكبر صرح أثري في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة، تتجدد الأنظار نحو تفاصيل الحياة اليومية للفراعنة، ليس فقط من خلال كنوزهم المذهلة وتماثيلهم المهيبة، بل وحياتهم الإنسانية بكل ما حملته من حب وتعاون واحترام، ومن منطلق تلك المناسبة نستعرض أبرز ما تميزت به الحياة الزوجية في مصر القديمة.
-كان الزواج في مصر القديمة أكثر من مجرد عقد اجتماعي؛ فقد كان شراكة روحية واقتصادية قائمة على المودة والاحترام المتبادل، حيث تشير النقوش والبرديات إلى أن الخيانة أو التعدد لم تكن مقبولة اجتماعيًا، إلا في حالات نادرة، وكان الرجل يختار زوجته بعناية، لا لجمالها فقط، بل لصفاتها وحكمتها وقدرتها على إدارة شؤون البيت وتربية الأبناء.
-المرأة في عهد الفراعنة، كانت تتمتع بمكانة رفيعة داخل الأسرة والمجتمع، فقد منحتها القوانين المصرية القديمة حقوقًا كاملة في الملكية والميراث والتجارة، كما كانت توقع عقود الزواج بنفسها، وتحصل على مؤخر صداق، وتحتفظ بحقوقها المادية حتى في حال الانفصال.
- القيم الأسرية في مصر القديمة كانت تقوم على مبدأ التكافؤ والمشاركة، إذ كان الزوجان يتقاسمان الأدوار والمسؤوليات، فيعملان معًا من أجل استقرار البيت وتربية الأبناء على النظام والاحترام.
-لم يكن الحب غائبا عن تلك العلاقات كما قد يظن البعض؛ فقد عثر على العديد من نصوص الحب والغزل التي تبادلها الأزواج، وكانت المرأة تخاطب بعبارات الحنان والإعجاب، مما يكشف عن عمق العاطفة والاحترام الذي حظيت به في تلك العصور، كما حملت النصوص الحكمية مثل تعاليم بتاح حتب رسائل واضحة تشجع الرجل على حسن معاملة زوجته، حيث قال " إذا كنتَ رجلاً ذا عقل، فاحبب زوجتك وأكرمها، فذلك يجعل بيتك في سلام وعمرك في رخاء."
-أما الطلاق، فرغم أنه كان أمرًا نادرًا، فقد نصت القوانين على حقوق المرأة كاملة في التعويض والميراث، دون المساس بكرامتها أو مكانتها الاجتماعية، وقد أظهرت بردية "ويلبور" القانونية أن الزوجة كانت تستطيع رفع دعوى إذا شعرت بالظلم أو الإهانة.