السبت 1 نوفمبر 2025

تحقيقات

من داخل «جوانتانامو إسرائيل».. قصة الفيديو الذي أطاح بمدعية الجيش الإسرائيلي

  • 31-10-2025 | 16:38

جيش الاحتلال

طباعة
  • محمود غانم

عادت فصول فضيحة الفيديو المسرب من سجن "سدي تيمان" الإسرائيلي سيئ الصيت، الذي يُظهر جنودًا إسرائيليين يعتدون بوحشية على أسير فلسطيني، إلى الواجهة من جديد، بعد تطور لافت داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تمثل في استقالة المدعية العسكرية يفعات تومر يروشالمي من منصبها، عقب إقرارها بأنها كانت وراء تسريب الفيديو الذي هزّ أركان المنظومة الأمنية.

"واجهت به كذبكم"

وأقرت يروشالمي، في استقالتها، بأنها نشرت المقطع الذي فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقًا بشأنه، مؤكدة أنها فعلت ذلك لـ"مواجهة الدعاية الكاذبة ضد مسؤولي إنفاذ القانون في الجيش"، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية.

وجاءت استقالتها قبل إعلان وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس عزلها رسميًا من منصبها، للاشتباه في تورطها بتسريب الفيديو الذي يُظهر اعتداءً وحشيًا على أسير فلسطيني في العام الماضي.

وقال كاتس إن يروشالمي "لن تعود إلى منصبها لتورطها في تسريب المقطع المصوَّر من معتقل سدي تيمان"، مضيفًا أن "كل من ساهم في التشهير الدموي بالجنود في قضية سدي تيمان سيُحاسَب".

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن يروشالمي أعدت خطاب استقالتها أمس الخميس، وسلمته إلى رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زمير، خلال اجتماع جمعهما صباح اليوم، حيث أقرت بأنها المسؤولة شخصيًا عن تسريب الفيديو إلى وسائل الإعلام.

وقالت في خطاب استقالتها: "أتحمل المسؤولية الكاملة عن أي مواد نُشرت لوسائل الإعلام من داخل الوحدة، وهذه المسؤولية تنبع أيضًا من قراري بإنهاء فترة خدمتي كمدعية عامة عسكرية"، وفق المصدر ذاته.

ويأتي ذلك بعد أن أعلن جيش الاحتلال الأربعاء الماضي فتح تحقيق جنائي في نشر الفيديو المسرب من "سدي تيمان"، حيث يُجرى التحقيق في تورط عناصر من النيابة العامة العسكرية في القضية، قبل أن تتطور الأمور إلى الوضع الحالي.

ما قصة الفيديو؟

في العام الماضي، سُرّب مقطع فيديو صادم يُظهر جنودًا من وحدة 100 في جيش الاحتلال الإسرائيلي وهم يعتدون بعنف على أسير فلسطيني تم اعتقاله من مخيم جباليا واحتجازه في سجن "سدي تيمان"، المعروف باسم "غوانتانامو إسرائيل" في صحراء النقب.

تضمن الاعتداء الركل والضرب والصعق الكهربائي والاعتداء الجنسي، فيما ظهر أسرى آخرون من غزة ممددين على الأرض وعيونهم مغطاة، ورغم إدراك الجنود لوجود كاميرات المراقبة، حاولوا إخفاء الاعتداء الجنسي باستخدام الدروع.

ونُقل الأسير بعد ساعات إلى المستشفى وهو يعاني من نزيف حاد وجراح خطيرة جدًا، وأكد التقرير الطبي أن إصاباته نجمت عن إدخال جسم صلب في جسده، ما أدى إلى تمزق في الأمعاء وإصابات في الشرج والرئتين وكسور بالأضلاع استدعت إجراء عملية جراحية.

 تم اعتقال الجنود المشتبه بهم بعد ثلاثة أسابيع من الحادثة، وجرى تمديد احتجازهم عدة مرات قبل الإفراج عنهم، فيما أظهرت نتائج فحص الكذب أنهم أدلوا بشهادات غير صحيحة أثناء التحقيقات التي أجرتها الشرطة العسكرية الإسرائيلية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة