السبت 1 نوفمبر 2025

تحقيقات

د. أحمد غنيم يكشف لـ “الهلال” أسرار إنجاز أكبر متحف في العالم

  • 1-11-2025 | 08:46

د. أحمد غنيم

طباعة
  • إيمان الطيب

يعد افتتاح المتحف المصري الكبير إنجازاً حضارياً كبيراً حيث يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة، يجسد من خلاله رؤية حديثة لعرض التاريخ باستخدام أحدث تقنيات القرن الحادي والعشرين.

وفي هذا السياق، وفي تلك المناسبة التاريخية، يتحدث الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، ويكشف أسرار إنجاز أكبر وأضخم متحف في العالم، لـ”الهلال”:

يقول غنيم بداية إن مساحة موقع المتحف المصري الكبير تبلغ حوالي 117 فدانًا، أي حوالي 490.000 متر مربع، حيث تم وضع حجر أساس المتحف عام 2002.

* ليبدأ العمل في إنشاءات مبنى المتحف عام 2012، وكانت وتيرة العمل بطيئة حتى عام 2016، الذي يُعد نقطة انطلاق الأعمال وتسريع الوتيرة حتى تم الافتتاح التجريبي للمتحف والانتهاء من جميع الأعمال والإعلان عن الافتتاح الرسمي له في الأول من نوفمبر المقبل.

* وأضاف غنيم أن تصميم المتحف مستمد من الخطوط الهندسية لأهرامات الجيزة، حيث اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة، عند التقائها، كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.

وسأوضح ما يضمه المتحف ويحويه من قطع أثرية عظيمة وسيناريو العرض الذي يرتكز على:

* ثلاث محاور هي: المجتمع، الملكية، والمعتقدات الدينية.

* 57 ألف قطعة أثرية.

* المسلة المعلقة للملك رمسيس الثاني.

* البهو والدرج العظيم.

* القاعات الـ12 الرئيسية.

* قاعات الملك توت عنخ آمون: 

تعد قاعات الملك توت عنخ آمون أيقونة المتحف، حيث تعرض فيها للمرة الأولى وفي مكان واحد المجموعة الكاملة للملك الذهبي منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922.

* متحف مراكب الملك خوفو: يُعرض به المركب الأول الذي تم نقله من مكان عرضه بمنطقة أهرامات الجيزة، والمركب الثاني الذي تم اكتشافه ونُقلت ألواحه ليتم ترميمها وإعادة تركيبها أمام الزائرين بمتحف المراكب.

* متحف للطفل لتعريف الأطفال بالحضارة المصرية العريقة.

* مركز الترميم: هو مركز عالمي تعليمي بحثي تدريبي لعلم المتاحف والمصريات والآثار، ويحتوي على معامل متعددة في كافة التخصصات ومجهز بأحدث أجهزة التكنولوجيا الحديثة.

وسائل التكنولوجيا الحديثة:

* شاشات رقمية بالبهو تتيح التصوير الشخصي وتعرض معلومات عن المتحف ومحتوياته.

* قاعات محاكاة رقمية لمقابر من عصر الدولة الوسطى، تعرض تصميم المقابر ومقتطفات من نقوش ورسومات الجدران.

* قاعة مخصصة لتقنية الواقع المختلط (HoloLens)، والتي تتيح للزائر — عبر نظارات خاصة — رحلة افتراضية لتطور أساليب الدفن في مصر القديمة منذ البئر وحتى بناء الهرم.

* عروض تفاعلية بقاعات الملك توت عنخ آمون تشمل محاكاة لمقبرته وقصة اكتشافها، وعرضًا رقميًا لمجموعة من أبرز القطع التي عُثر عليها داخل المقبرة.

أعداد الزائرين (التشغيل التجريبي – المتوقعة بعد الافتتاح):

* أعداد الزائرين المتوقعة بعد الافتتاح سوف تتراوح بين 15,000 و20,000 زائر يوميًا.

موضحًا أنه المتحف المصري الكبير جاهزًا لاستقبال العالم لرؤية كنوزه وحضارة مصر القديمة.

أما عن الموقف بشأن المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير وتطويرها، يؤكد الدكتور غنيم اشتمال خطة التطوير على:

المعالم السياحية،

الفنادق،

والمواقع الأثرية المجاورة، خاصة منطقة أهرامات الجيزة.

مضيفًا أن الرؤية المستقبلية تمحورت حول تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية متكاملة على أعلى مستوى.

وذلك بتعزيز الخدمات السياحية من خلال:

* التوسع في البنية الفندقية.

* زيادة الوحدات الفندقية.

* تطوير منطقة نزلة السمان.

* دراسة إنشاء نُزل سياحية تواكب احتياجات الزوار.

حيث إن تحسين البنية التحتية يكتمل بعدة عناصر منها:

* أعمال تشجير وتحسين المشهد الحضري.

* تحديث الإضاءة العامة.

* تنفيذ أعمال مدنية داعمة.

* تركيب لافتات إرشادية واضحة لتيسير حركة الزوار.

الربط بين المتحف والأهرامات:

تم تنفيذ جزء كبير من الممشى السياحي الذي يربط المتحف بالأهرامات، والممشى مخصص لـ:

* حركة المشاة.

* عربات الجولف.

والهدف هنا هو تسهيل التنقل وتوفير تجربة آمنة ومريحة للزائرين.

ولذلك، تم تنفيذ جزء كبير من الممشى السياحي الذي يربط بين المتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة، والذي سيُخصص بالكامل لحركة المشاة وعربات الجولف، بما يعزز من سهولة التنقل ويوفر تجربة مريحة وآمنة للزائرين.

ويوضح غنيم أهمية وضرورة تبني هيئة المتحف المصري الكبير رؤية استراتيجية هامة، إذ إن المتحف يُعد أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، هي الحضارة المصرية القديمة. ويجسد هذا الصرح الحضاري الفريد رؤية طموحة تسعى إلى استعادة ريادة مصر في مجال علم المصريات والآثار، وتحويل المتحف إلى منارة علمية وثقافية متكاملة.

حيث لا يقتصر دور المتحف على عرض كنوز الحضارة المصرية فحسب، بل يمتد ليشمل مركزًا عالميًا للترميم والبحث العلمي، يهدف إلى ترسيخ مكانته كمركز إقليمي ودولي في مجال الدراسات الأثرية، بما يتيح للباحثين والعلماء من مختلف دول العالم التفاعل مع هذا التراث الإنساني الفريد.

كما يسعى المتحف لأن يكون منصة ثقافية متكاملة، تُقدّم التراث المصري بأسلوب عصري يربط بين الماضي العريق والحاضر، ويُبرز ثراء الحضارة المصرية على الساحة العالمية.

ويأتي ذلك انسجامًا مع الهدف الأساسي من إنشائه، كما ورد في قانونه التأسيسي، بأن يتحول إلى مركز حضاري شامل يجمع بين الأبعاد العلمية والتعليمية والثقافية والتراثية، ويُسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز عالمي لعلوم الآثار والمصريات.

وعن استخدام أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي، الذي يُعد من أهم أدوات العلم الحديث، يوضح الدكتور غنيم أنه:

يعمل المتحف المصري الكبير بأحدث تقنيات العرض المتحفي لإثراء تجربة الزائر داخل قاعاته الرئيسية، من خلال استخدام التكنولوجيا التفاعلية والعرض الرقمي المتقدم.

حيث تتيح تلك التقنيات للزائرين التفاعل الحيوي المبهر، فتحتوي القاعات على محاكاة رقمية دقيقة لمقابر من عصر الدولة الوسطى، تعرض تفاصيل الحياة اليومية للمصري القديم من زراعة ورعي وصيد وغيرها، بما في ذلك رسومات الجدران الأصلية وتصميمات المقابر.

ومن بين أبرز التطبيقات التقنية داخل المتحف، قاعة مخصصة لتقنية الواقع المختلط (HoloLens)، والتي تتيح للزائر — عبر نظارات خاصة — التفاعل مع عناصر افتراضية تظهر ضمن البيئة الحقيقية، بما يسهم في تقديم موضوعات تاريخية بشكل مبتكر، مثل تطور أساليب الدفن في مصر القديمة منذ البئر وحتى بناء الهرم، في سرد بصري تفاعلي يعزز الفهم ويثير الفضول.

كما تتضمن قاعات الملك توت عنخ آمون عروضًا تفاعلية متميزة، تشمل محاكاة لمقبرته وسردًا بصريًا مشوقًا لقصة اكتشافها، إلى جانب عرض رقمي لمجموعة من أبرز القطع الأثرية التي عُثر عليها داخل المقبرة، ما يمنح الزائر شعورًا بالفخر لإعادة إحياء لحظة تاريخية نادرة الحدوث.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة