يُعد متحف مطار القاهرة الدولي (3) نافذة حضارية على العالم للتعرف على ملامح الحضارة المصرية القديمة بكل عصورها التاريخية، حيث يستطيع المسافر من خلاله أن يتعرف – ولو نبذة بسيطة – على أعرق حضارات العالم. ولذا تم اختيار القطع المعروضة بالمتحف لتغطي التسلسل الزمني للحضارة المصرية القديمة. وفيما يلي سنلقي الضوء على كافة تفاصيل المتحف:
نبذة عن المتحف في سطور:
موقع المتحف: يقع متحف مطار القاهرة بمبنى الركاب (3) في الطابق الرابع (F4)، على مساحة تبلغ 150 م²، وعبر قاعة عرض واحدة تضم 60 قطعة أثرية. شهد يوم 18/5/2021م افتتاح المتحف؛ إيمانًا بالدور الذي يلعبه المتحف في الترويج للسياحة الثقافية بمصر، ليُعد متحف المطار بمثابة البوابة الأولى للمسافر، والتي من خلالها يتعرف على بعضٍ من تاريخ مصر وحضارتها.
العرض المتحفي: ومن هذا المنطلق قامت فكرة العرض المتحفي على تناول أوجه الحضارة المصرية المختلفة من خلال عرض القطع ترتيبًا زمنيًا من العصور الأقدم إلى الأحدث، وذلك بداية من عصور ما قبل الأسرات وعصر الدولة القديمة، مرورًا بالدولة الوسطى والحديثة، والعصر المتأخر، ثم العصر اليوناني الروماني، والحقبة القبطية، وأخيرًا العصر الإسلامي.
رسالة المتحف للعالم: يهدف متحف مطار القاهرة إلى دعم وترويج السياحة الثقافية في مصر، وجذب وتشجيع السائحين، وخاصة ركاب الترانزيت، لزيارة الأماكن والمتاحف الأثرية والتاريخية؛ حيث يعكس المتحف التنوع الثقافي للحضارة المصرية القديمة منذ عصور ما قبل الأسرات والعصور المصرية القديمة، بالإضافة إلى العصر اليوناني، والحقبة القبطية، والعصر الإسلامي.
ومن أبرز القطع المعروضة بالمتحف:
صلاية على هيئة ظبي من الأردواز، تعود لعصر ما قبل الأسرات – نقادة الثالثة. عادة ما تُستخدم الصلايات لسحق الأحجار نصف الكريمة وغيرها من المواد لصنع مساحيق التجميل ودهانات للجسم أو لطلاء الخزف. وقد انتشرت الصلايات ذات الشكل الحيواني في عصر نقادة الثانية وأصبحت تُصنع لغرض رمزي.
تمثال الكاتب (برسن) من الحجر الجيري الملوَّن، يعود للأسرة الخامسة – الدولة القديمة، يظهر فيه الكاتب جالسًا في الهيئة المعتادة للكتابة وأمامه بعض أدوات الكتابة.
ماكيت من الخشب الملوَّن يعود لعصر الدولة الوسطى، يصوِّر أنشطة الحياة اليومية لسبع شخصيات، منهم من يصنع الجعة، ومن يخبز، ومن يجهز لحم الحيوان؛ حتى يجد المتوفى طعامه في العالم الآخر.
مومياء لرجل من عصر الدولة الحديثة، في حالة جيدة من التحنيط، في الوضع الأوزيري، وأمامها أربعة أوانٍ كانوبية من الحجر الجيري الملوَّن، لشخص يُدعى “أبي”. وقد استخدمت هذه الأواني عند قدماء المصريين لحفظ أحشاء المتوفى بعد تحنيطه، إذ اعتقدوا بأهمية تلك الأعضاء للمتوفى كي يُبعث من جديد في العالم الآخر. لكل إناء غطاء على شكل أحد أبناء حورس الأربعة: دوموتيف، حابي، إمستي، وقبح سنوف، وهم لحفظ المعدة، والأمعاء، والكبد، والرئتين.
شقفة مصوَّر عليها الملكة حتشبسوت:
تُقدِّم الملكة القرابين، وهي من الحجر الجيري الملوَّن – عصر الدولة الحديثة. وقد استخدمها الفنان للتدريب على رسم المنظر على القطعة الصلبة. وصُوِّرت الملكة بهيئة ذكورية، ترتدي تاج “الخِبرش” الأزرق، وتحيط بها كتابات هيروغليفية، وتظهر الملكة راكعة تُقدِّم إناءين من الماء واللبن للمعبود.
مومياء لرجل – العصر الروماني:
يُغطِّي رأس المومياء قناع جنائزي مُذهَّب مصنوع من الكارتوناج، وتزيِّن الجبهة قرص الشمس المُجنَّح، رمز البعث، كما أن العيون والحواجب مُطعَّمة، والمومياء مضمدة بلفائف كتانية.
تمثال للمعبودة أفروديت:
معبودة الجمال والحب عند الإغريق – العصر الروماني المبكر، مصنوع من الرخام. وكما هو معتاد في تماثيل أفروديت، تظهر عارية أو شبه عارية. ومن المرجح أن التمثال كان جزءًا من نافورة بأحد منازل أثرياء الرومان.
تمثال إيزيس المُجنَّح:
العصر اليوناني الروماني، من البرونز، تظهر فيه إيزيس مُتوَّجة بالتاج الحتحوري. وقد صارت إيزيس مُجنَّحة أثناء بحثها عن جثة زوجها أوزوريس.
تمثال نصفي لـ"زيوس":
من الألباستر – العصر الروماني. ويمثل هذا الجذع "زيوس" كبير الآلهة اليونانية. وعادةً ما يُصوَّر نصف عارٍ، مع خصلات شعر طويلة متموجة تعكس فكرة الإغريق عن جلال حاكم جبل الأوليمب. وقد لُقِّب عند الإغريق بـ”أب الآلهة والبشر”، فهو الذي يحكم آلهة جبل الأوليمب باعتباره الأب الوارث. "زيوس" هو إله الصاعقة عند الإغريق، وتكمن قوته في تحكمه في القوى الطبيعية التي كان الإغريق يخشونها، كالبرق والرعد.
أيقونة للشهيد مارجرجس – القرنين 18–19م
مرسومة على الكتان، ويظهر مارجرجس مرتديًا ملابس عسكرية، ويمتطي جواده ويقتل التنين بواسطة رمحه الذي يأخذ هيئة الصليب، وهذا يصوّر انتصار الخير على الشر.
أيقونة للسيدة العذراء تحمل السيد المسيح – القرن 18م
تظهر السيدة مريم جالسة على العرش وتحمل يسوع على ذراعها الأيسر، ويحيط برأسها هالة نورانية، ويتوّجها ملكان.
مخطوط من العهد القديم – القرن 18م
كُتب باللغة القبطية والعربية، ومزخرف بحرف "اليوتا"، مكوّن من 184 صفحة، وهو لسفر أيوب وسفر الأمثال.
دينار من الذهب الخالص – العصر المملوكي
كُتب على أحد وجهيه ألقاب الظاهر بيبرس: "قسيم أمير المؤمنين"، إشارة إلى انتصار المسلمين على المغول وإحياء الخلافة الإسلامية في بغداد، والوجه الآخر للدينار عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
مشكاة من العصر المملوكي – للسلطان حسن
وكانت المشكاة من أهم وسائل الإضاءة في العصور الإسلامية، وهي من الزجاج المُموَّه بالمينا، ومزخرفة بخط الثلث، كُتب عليها آيات من القرآن الكريم: "الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة...".
ينظم المتحف العديد من الأنشطة التعليمية للأطفال، وذلك في ضوء مواكبة الفعاليات المحلية والعالمية، وجاءت هذه الأنشطة لنشر الوعي الأثري والتعريف بالمفاهيم الثقافية بشكل مبسّط، ومنها على سبيل المثال:
1. تعريف اللغة المصرية القديمة
2. محاكاة القطع الأثرية
3. الحُلي في مصر القديمة
4. لا نملك إلا أرضًا واحدة (إعادة تدوير المخلفات)
5. أسرار التحنيط
6. شريان الحياة
7. تعلَّم لغة أجداد
8. أهلاً رمضان
9. متاحف بلادنا
10. كنز وحدوتة
11. عباقرة الشطرنج
12. المُبدع الصغير
13. الفرعون الذهبي
14. معًا ضد السرطان
15. الظاهرة الفريدة
16. اصنع مهنتك
17. الأسرة المصرية القديمة
18. لعب وحكاية وتاريخ
كما ينظم المتحف العديد من المعارض المؤقتة التي تساعد في فتح آفاق الزائر وتشجيع وعيه الثقافي، مثل:
1. حُرّاس الكلمة
2. انتصارات عبر العصور
3. رحلة خلود
4. مشكاة فكر وحضارة
5. الحرف التراثية بين الماضي والحاضر
6. الفرعون الذهبي
7. أيقونات مصرية
8. نساء صنعن التاريخ
وفضلًا عن ذلك، وفي إطار الدور المجتمعي الفعّال الذي يقوم به المتحف لدعم جميع فئات المجتمع، نَظَّم المتحف مجموعة من الزيارات إلى جهات مجتمعية مختلفة لتقديم الدعم المادي وتنظيم العديد من الورش التعليمية والأنشطة الفنية لهذه الفئات، منها على سبيل المثال:
1. زيارات مختلفة لدور الأيتام
2. زيارة مستشفى 57357 للأطفال
وفي ضوء الاهتمام بالتواصل الخارجي ومواكبة أدوات العصر، تم نشر العديد من الموضوعات الأثرية على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بالمتحف، وكذلك أهم الزيارات والفعاليات التي يتم تنظيمها بالمتحف على مدار العام.
وجدير بالذكر أن المتحف يستقبل زوّاره طوال أيام الأسبوع على مدار 24 ساعة.
أسعار تذاكر الدخول:
للمصريين والعرب: 25 جنيهًا
للأجانب: 5 دولارات أو 200 جنيه مصري