تشهد محافظات مصر فعاليات باهرة احتفالا بإفتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعد أضخم متحف للحضارة المصرية القديمة في العالم ، ويحتضن نحو 100 ألف قطعة أثرية ، من بينها المحتويات الكاملة لمقبرة الملك الفرعوني الذهبي "توت عنخ آمون" ، التي تعرض مكتملة لأول مرة منذ أن عثر عليها عالم المصريات، البريطاني هوارد كارتر ، وتشمل قناع الملك الذهبي المذهل والعرش والعربات الحربية.
فقد إنطلقت ، مساء اليوم السبت ، إحتفالات محافظة أسوان بالحدث العالمي لإفتتاح المتحف المصري الكبير، بمشاركة طلاب المدارس والشباب والرياضة ، وفرع ثقافة أسوان، بحضور حشد كبير من المواطنين ، بالتزامن مع زيارة الأفواج السياحية بأسوان.
فقد بدأت أولى الفعاليات بميدان المحطة، حيث قدم الطلاب والأطفال المشاركون فقرات فنية وغنائية ومجموعة من الأغاني الوطنية ، وقال الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان ، إنه تم تشغيل شاشات عرض كبرى بالشوارع والميادين لتنقل فعاليات البث المباشر لمراسم الإفتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير ، ليشارك أبناء المحافظة لحظة تاريخية عالمية تبعث الفخر والإعتزاز بالهوية الوطنية المصرية.
وأضاف محافظ أسوان أنه تم أيضا تقديم عروض فنية وتراثية وشبابية تواكباً مع هذا الحدث العالمي ، حيث تزينت الشوارع والميادين باللمسات الجمالية المبهرة ، وتم تركيب الشاشات لإتاحة الفرصة لمشاهدة هذا الحدث التاريخي بمختلف مدن المحافظة ، وإشتملت 14 شاشة بمختلف الميادين وبمواقع مراكز الشباب والأندية الرياضية ، وشملت بمدينة أسوان : ميدان المحطة ، ميدان حديقة فريال ، ميدان نادي أسوان الرياضي ، وميدان مسجد الطابية بجوار مركز شباب بدر ، وفي مدينة كوم أمبو يتم وضع الشاشات بميادين المعبد ، والكورنيش ، والنافورة بجوار جامع النصر بحي وسط المدينة ، فضلاً عن ميدان نادي الشعب بنهاية الكوبري العلوي بحي شرق المدينة.
وفي مدينة إدفو ، بميدان المعبد بسور سنترال إدفو ، وبجوار مركز شباب مدينة إدفو بالكورنيش ، وميدان النصب التذكاري بشرق الكوبري ، وميدان الكوبري بسور مبنى الأحياء بالوحدة المحلية ، وفي مدينة نصر النوبة بحديقة نصر الرئيسية بوسط المدينة ، وفي مدينة دراو بميدان المحطة بالمدخل الجنوبي للمدينة ، وفي مدينة أبو سمبل السياحية أمام صالة الدخول لمعبد رمسيس الثاني.
وأوضح المحافظ أن هذه الجهود تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية لإضفاء مظاهر البهجة والإحتفال في مختلف المحافظات بإفتتاح أكبر صرح حضاري وثقافي في العالم يجمع بين أصالة الماضي وروعة الحاضر ، ويعيد إلى الإنسانية ذاكرة الحضارة المصرية ، ليمثل المتحف المصري الكبير تحفة معمارية تروي قصة حضارة ستظل خالدة في ذاكرة الوطن وهويته الثقافية والفنية والتراثية العريقة.
وفي محافظة الإسكندرية ، تشهد ميادين مدينة الإسكندرية مشهدا وطنيا يعكس اعتزاز المصريين بحضارتهم العريقة، حيث يتابع المواطنون ، بكل فخر واعتزاز ، فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير.
وأكد أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، أن مشاركة المواطنين في متابعة فعاليات إفتتاح المتحف المصري الكبير من مختلف الميادين تعكس الوعي الوطني وروح الإنتماء التي يتحلى بها الشعب المصري، مشيرًا إلى أن هذا الحدث العالمي يأتي امتدادًا لمسيرة النجاحات المتواصلة التي تشهدها الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورؤيته نحو بناء الجمهورية الجديدة وترسيخ مكانة مصر بين الأمم.
وأتاحت محافظة الإسكندرية للمواطنين متابعة هذا الحدث التاريخي من خلال ٢٠٤ شاشات عرض عملاقة تم توزيعها في ٢٤ موقعًا حيويًا بمختلف ميادين وشوارع المحافظة، من بينها محطة الرمل، ميدان المنشية، والكورنيش، وسط أجواء احتفالية غمرتها مشاعر البهجة والفخر الوطني.
كما فتحت مكتبة الإسكندرية أبوابها أمام الجمهور من ساحة الحضارات (البلازا) لتمكين الزوار من متابعة فعاليات الافتتاح من قلب هذا الصرح الثقافي العالمي ، وقدمت مديرية الشباب والرياضة دعمًا واسعًا لفعاليات المتابعة الجماهيرية من خلال تجهيز شاشات عرض وتلفزيونات في ٥٠ مركز شباب و١٢٩ هيئة رياضية تشمل الأندية الشعبية وأندية الشركات والأندية الكبرى، بما يتيح أكبر قدر من مشاركة المواطنين في متابعة والإحتفال بهذا الحدث العالمي.
وأعرب المواطنون عن سعادتهم الغامرة بهذا اليوم التاريخي الذي يُسطر صفحة جديدة في سجل إنجازات الدولة المصرية، مؤكدين أن المتحف المصري الكبير يمثل رسالة حضارية وإنسانية خالدة من مصر إلى العالم.
وفي محافظة الشرقية ، شهد المحافظ المهندس حازم الأشموني عروضاً فنية واستعراضية وأغاني وطنية، قدمتها فرقة الشرقية للموهوبين وفريق كورال طفل الزقازيق التابعين لقصر ثقافة الزقازيق، يرتدون الزي الفرعوني ، رافعين علم مصر، بمحيط النصب التذكاري المُقام أمام ديوان عام المحافظة.
وتضمنت الاحتفالية عرضاً غنائياً استعراضياً لأوبريت "انتباه"، قدمته "فرقة الشرقية للموهوبين" بقيادة الفنان أحمد ماهر، أعقبه عرض فني لفرقة كورال "طفل الزقازيق" بقيادة المدربة هبة خطابي، تم خلاله تقديم عدد من الأغاني الوطنية الفردية والجماعية، منها : "يا حبيبتي يا مصر ، حبايب مصر ، رايات النصر ، هنحب مين غيرها ، مصر التي في خاطري ، خليك جامد"، وتفاعل معها الحضور.
وأشاد المحافظ، بدور الهيئة العامة لقصور الثقافة وتعاونها مع مديرية الشباب والرياضة في نشر الوعي الثقافي ومواكبة مختلف القضايا والمساهمة في التنمية الفكرية للمجتمع من خلال تقديم مجموعة من الأنشطة التثقيفية والفنية والتراثية وتنظيم معارض للفنون التشكيلية وأمسيات أدبية وشعرية تسعى جميعها إلى إبراز الدور المحوري للثقافة في نشر الوعي بتاريخ مصر العريق وحضارتها الممتدة عبر العصور.
وأعرب عن اعتزازه بالحضارة الفرعونية القديمة، مشيراً إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية والحضارية في تاريخ مصر الحديث، ويمثل إنجازاً تاريخياً يعكس عظمة حضارة أجدادنا القدماء أمام العالم، ويعد نقطة تحول في تعزيز الهوية الثقافية والوطنية.
وفي ختام الاحتفالية، حرص المحافظ علي التقاط الصور التذكارية مع المواهب الشابة من الفرق الفنية المشاركة، تشجيعاً لهم على استمرار المشاركة في كافة العروض الغنائية والاستعراضية وصقل مواهبهم الفنية.
وفي محافظة المنيا ، شهد المحافظ عماد كدواني عروضاً فنية وكرنفالية، بميدان صفي الدين أبو شناف أمام كوبري النيل بمدينة المنيا ، إلى جانب عروض الألعاب النارية وأضواء الليزر التي تضفي أجواءً احتفالية مُميزة على الحدث، احتفالاً بافتتاح المتحف المصري الكبير، وتزينت مختلف الميادين وتجهزت بشاشات عملاقة لنقل تفاصيل الإحتفالية.
وشارك المحافظ المواطنين متابعة فعاليات الحفل من أمام المتحف الأتوني شرق نهر النيل، بحضور القيادات التنفيذية والأمنية، وعدد من الشخصيات العامة والإعلامية.
وأكد المحافظ أن المنيا تواكب هذا الحدث التاريخي بروح وطنية تليق بعراقة مصر وتاريخها الحضاري العظيم، مشيراً إلى أن هذا اليوم يُمثل لحظة فخر لكل المصريين، وإطلالة جديدة تُجسد عظمة مصر القديمة وتقدمها الحديث.