الأحد 2 نوفمبر 2025

تحقيقات

حسين عبد الرسول.. الفتى الذي قاد إلى أعظم اكتشاف أثري

  • 2-11-2025 | 15:33

حسين عبد الرسول

طباعة

بعد قرنٍ من الزمن على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، استعادت مصر خلال افتتاح المتحف المصري الكبير ذكرى الفتى الصعيدي الذي قاد صدفةً إلى أحد أعظم الاكتشافات في تاريخ علم الآثار، وهو حسين عبد الرسول، المعروف باسم "فتى الماء".

حسين عبد الرسول

وخلال الفعاليات التي رافقت الافتتاح، سلّط مقطع فيديو الضوء على القصة التي طالما ظلّت في الظل، إذ يُظهر أن حسين، وهو طفل من قرية القرنة بالأقصر، كان السبب الأول في العثور على مدخل المقبرة عام 1922، حين كان عمره لا يتجاوز الثانية عشرة.

كان حسين ينتمي إلى عائلة عبد الرسول، إحدى العائلات المصرية التي عملت في التنقيب عن الآثار منذ القرن التاسع عشر.

وكان حسين يعمل في جلب الماء للعمال أثناء الحفر في وادي الملوك، مستخدمًا حمارًا يحمل الجرار، وأثناء حفر حفرة لوضع إحدى هذه الجرار، اصطدم بأحد الأحجار التي تبيّن لاحقًا أنها عتبة مدخل المقبرة التي كانت تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية من الذهب الخالص.

تأثر مكتشف المقبرة، عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، بدور الفتى الصغير، فقام بإلباسه إحدى قلادات الملك توت عنخ آمون الذهبية، وطلب من مصوره الشخصي هاري بورتون أن يلتقط له صورة وهو يرتديها.

وما تزال عائلة عبد الرسول تحتفظ بهذه الصورة حتى اليوم، كذكرى خالدة للحظة غيّرت مجرى التاريخ الأثري في العالم.

قصة حسين أُحييت من جديد خلال افتتاح المتحف المصري الكبير، في مشهدٍ يُنصف دور المصريين الذين شاركوا في الاكتشافات الكبرى، ويُصحّح سردية تجاهلت دورهم طويلًا.

افتتاح المتحف

وشهدت مصر، مساء أمس، إزاحة الستار عن المتحف المصري الكبير؛ الحلم الذي تحوّل إلى واقع، ليكون بوابةً تمتد بين مجد الماضي وروح العصر الحديث، بعد أكثر من عقدين من العمل الدؤوب لإنجازه.

جاء ذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي و79 وفدًا عالميًا، من بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، في مشهد يجسد اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية العريقة، ودور مصر الثقافي والإنساني الرائد على مستوى العالم.

وقد أُنشئ المتحف في الأساس ليكون صرحًا حضاريًا وثقافيًا وترفيهيًا عالميًا متكاملًا، وليكون الوجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصري القديم، كأكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة، من بينها كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر 1922.

هذا، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيِّد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلًا عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة