الثلاثاء 4 نوفمبر 2025

تحقيقات

الإغلاق الحكومي الأمريكي يقترب ليصبح الأطول في تاريخ واشنطن.. هل ينتهي قريبًا؟

  • 4-11-2025 | 12:52

الإغلاق الحكومي الأمريكي

طباعة
  • أماني محمد

لأكثر من 34 يومًا، يستمر الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد فشل الكونجرس الأمريكي في إقرار الميزانية، وسط خلاف بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على تمويل الميزانية وتمديد الإعفاءات الضريبية على الصحة، ومع وجود بعض البوادر لإنهاء الإغلاق إلا أن الأمر لا يزال يحتاج جهودًا من أعضاء الحزبين للوصول إلى حل لإنهاء الإغلاق الذي قارب ليكون الأطول في تاريخ واشنطن.

 

بوادر لإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي

ونقلت وسائل إعلام أمريكية، عن بوادر في مبنى الكابيتول الأمريكي لإنهاء الإغلاق الحكومي الفيدرالي الطويل، حيث تحدث كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين عن إمكانية الخروج من هذا التعطيل، في ظل خلاف بشأن الميزانية، حيث يرغب الديمقراطيون في تمديد دعم التأمين الصحي الأمريكي

ونقلت رويترز عن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الجمهوري جون ثون، تصريجاته للصحفيين ردًا على سؤال حول احتمالات إنهاء الإغلاق الحكومي، وتأكيده: "أنا متفائل"، مضيفا: "نوعًا ما، أعتقد أننا نقترب من مخرج هنا".

فيما قال ديك دوربين، ثاني أكبر عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ من ولاية إلينوي: "أشعر بذلك أيضًا". مضيفا: "ما زلنا عالقين في هذه الفرضية حول ما سنفعله بشأن تكاليف الرعاية الصحية".

فيما صرحت سوزان كولينز، رئيسة لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، عن ولاية مين، للصحفيين بإحراز تقدم، حيث عرض الديمقراطيون صياغة محددة لكسر الجمود، وقالت: "الوضع أفضل هذا الأسبوع".

وأفادت أكسيوس أن مجموعة من أربعة نواب وسطيين في مجلس النواب، ثلاثة جمهوريين وديمقراطي واحد، عرضوا خطة لتمديد الإعفاء الضريبي الموسع لقانون الرعاية الصحية الميسرة لمدة عامين، ولكن مع فرض قيود جديدة على الأشخاص الذين يقع دخلهم عند الحد الأعلى للتأهل.

 

الإغلاق الحكومي الأمريكي

وبدأ الإغلاق الحكومي بسبب عدم تمكن الجمهوريون والديمقراطيون من الاتفاق على إقرار مشروع قانون لتمويل الخدمات الحكومية بعد 1 أكتوبر، وهو تاريخ انتهاء صلاحية الميزانية الفيدرالية السابقة، حيث يشترط النظام الأمريكي، على الكونجرس الموافقة على خطة إنفاق لإرسالها إلى الرئيس لتوقيعها لتصبح قانونًا.

ويريد النواب الديمقراطيين أن يتضمن مشروع القانون تمديدًا للإعفاءات الضريبية منتهية الصلاحية، والتي تجعل التأمين الصحي أرخص لملايين الأمريكيين، وإلغاء تخفيضات ترامب على برنامج الرعاية الصحية الحكومي "ميديكيد" (Medicaid)، الذي يستخدمه ملايين المسنين والمعاقين وذوي الدخل المحدود، كما يعارض تخفيضات الإنفاق على وكالات الصحة الحكومية.

أدى الخلاف بين الكونجرس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إغلاق مجموعة من البرامج الفيدرالية، بما في ذلك البرامج التي تُقدم مساعدات للأمريكيين ذوي الدخل المحدود، ورواتب الجنود الأمريكيين، وعمليات المطارات.

ومع بداية السنة المالية الجديدة في الأول من أكتوبر الماضي، دون سن أي تشريع لتمويل هذه الأنشطة، بدأ الإغلاق الحكومي الأمريكي، وخلال تلك الفترة تم تسريح آلاف الموظفين الفيدراليين، وأدى هذا الخلاف إلى تجميد حوالي 1.7 تريليون دولار من الأموال التقديرية، والتي تُمثل حوالي ثلث إجمالي الإنفاق الأمريكي السنوي.

وأصبح الإغلاق هو الأول منذ ما يقرب من سبع سنوات، ومنذ بداية الإغلاق توقفت خدمات الحكومة الأمريكية مؤقتًا، فيما أصبح 1.4 مليون موظف فيدرالي في إجازة غير مدفوعة الأجر أو يعملون بدون أجر.

تم إقرار مشروع قانون مؤقت يهدف إلى تجنب الإغلاق في مجلس النواب، أو المجلس الأدنى، لكنه لم يحظَ بموافقة مجلس الشيوخ، ويتطلب إنهاء الإغلاق من الحزبين في مجلس الشيوخ التوصل إلى حل وسط يوقعه ترامب، حيث فشلت عدة تصويتات تهدف إلى إعادة فتح الحكومة.

 

ما هي الخدمات الحكومية التي توقفت؟

لم تتوقف جميع جوانب الحكومة أثناء الإغلاق، حيث تستمر الخدمات التي تُعتبر أساسية كالمعتاد، لكن معظم الموظفين لا يتقاضون رواتبهم حتى إعادة فتح الحكومة، حيث يواصل موظفو حماية الحدود وإنفاذ القانون، وموظفو إدارة الهجرة والجمارك، والعاملون في مجال الرعاية الطبية في المستشفيات العمل كالمعتاد.

مع ذلك، تم إلغاء أو تأخير العديد من الرحلات الجوية بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية، والذين من المتوقع أيضًا أن يعملوا بدون أجر، كما تم تسريح آلاف الموظفين الحكوميين غير الأساسيين مؤقتًا، ووُضعوا في إجازة غير مدفوعة الأجر. وأثر ذلك على مشاريع بحثية جارية في وكالات مثل المعاهد الوطنية للصحة.

كان من المتوقع أن يفقد الجنود الأمريكيون رواتبهم في منتصف أكتوبر حتى خصصت إدارة ترامب أموالًا لدفع رواتبهم.

ونفدت أيضًا أموال برنامج المساعدة الغذائية التكميلية، المعروف باسم "كوبونات الطعام"، حيث تم تحذير 41 مليون شخص مسجلين في البرنامج في أواخر أكتوبر من أنهم سيحتاجون إلى ذلك، لكن أمس، أعلنت إدارة ترامب أنها ستمول البرنامج جزئيًا لهذا الشهر من أموال الطوارئ، مما يُنذر بمواجهة محتملة أخرى قبل 1 ديسمبر.

وأصبحت الإغلاقات الحكومية شائعة على مدار الخمسين عامًا الماضية، حيث وقعت ثلاثة منها خلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب، وكان الإغلاق الأخير، في أواخر ديسمبر 2018، واستمر 35 يومًا، ويعد هو الأطول في التاريخ، ووقع بسبب خلافات حول تمويل جدار على الحدود مع المكسيك، وانتهى الإغلاق جزئيًا لأن عددًا كبيرًا من مراقبي الحركة الجوية، الذين كانوا يعملون لمدة شهر بدون أجر، بدأوا في التوقف، كما بدأ يحدث خلال الإغلاق الحالي، وانتشر اضطراب الرحلات الجوية بسرعة، وانتهى الإغلاق بعد ذلك بوقت قصير.

وقدّر مكتب الميزانية في الكونجرس أن إغلاق 2018-2019 خفض الناتج الاقتصادي بنحو 11 مليار دولار، بما في ذلك 3 مليارات دولار لم يستردها أبدًا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة