الخميس 4 يوليو 2024

تقارب في الرؤى بين باريس وروما بشأن قضايا الهجرة وأوروبا

11-1-2018 | 19:40

 أكدت فرنسا وإيطاليا اليوم الخميس تطابق وجهات النظر بينهما حيال الملفات الكبرى كالهجرة وأوروبا ، معربين عن رغبتهما المشتركة في إبرام اتفاق ثنائي مشابه للاتفاق الفرنسي الألماني . 


وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و رئيس وزراء إيطاليا باولو جنتيلوني اليوم عقب المحادثات التي جرت بينهما اليوم في روما أنهما يعملان على إعداد اتفاقية "كيرينالي" على اسم مقر الرئاسة الايطالية والتي يمكن الانتهاء منها خلال القمة الفرنسية الايطالية القادمة. 


وأوضح ماكرون أن الهدف من اتفاقية "كيرينالي"هو إعطاء شكل سياسي جديد للعلاقة مع إيطاليا على غرار ما تم مع المانيا، في إشارة إلى الاتفاقية الفرنسية الألمانية التي تستعد باريس وبرلين للاحتفال بمرور 55 عاما عليها في 22 يناير .


و أضاف ماكرون أن الاتفاقية المقترحة لن تكون منافسة (للاتفاق الالماني) بل ستكون مكملة له و ذلك في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس الفرنسي أحيانا انتقادات من المعارضة في باريس نتيجة تقاربه الكبير مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل .


من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة الايطالية باولو جنتيلوني أن الاتفاقية ستخدم الاتحاد الاوروبي، معربا مجددا دعمه للمبادرات التي اقترحها الرئيس ماكرون لإعادة تشكيل اوروبا لا سيما بتعزيز منطقة اليورو. 


و من ناحية أخرى، أكد ماكرون وجنتيلوني على تقارب وجهات النظر حول الحاجة إلى إصلاح سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي، مطالبين بتغيير "قاعدة دبلن"، التي بموجبها يجب على طالبي اللجوء تقديم ملفاتهم في أول بلد أوروبي يصلون له، و هو ما يعني بشكل أساسي إيطاليا أو اليونان أو إيطاليا وإسبانيا لأولئك الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط.


و قال ماكرون في هذا الصدد:" قضية الهجرة ليست خلفنا.. ولمواجهتها نحتاج للإصرار و الفاعلية و الانسانية"، مضيفا:" فالإنسانية بدون فاعلية هي كلمات جميلة و الفاعلية بدون انسانية هي ظلم".


كما أثنى، في هذا الصدد، على الجهد الكبير الذي قامت به إيطاليا في 2017 لاستعادة الاستقرار بعد "وضع حرج للغاية". 


و كان الرئيس ماكرون قد وصل الأربعاء إلى روما قادما من بكين لحضور قمة مصغرة لدول جنوب الاتحاد الاوروبي. كما التقى نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.


يشار إلى أن أعداد المهاجرين المتدفقين إلى إيطاليا في عام 2017 تراجع إلى 119 الف بواقع %35 أقل من عام 2016 لا سيما بفضل اتفاقات مع السلطات وأطراف أخرى في ليبيا وكانت مثار انتقادات من المنظمات الحقوقية نظرا لوضع المهاجرين المأساوي الذين يتعرضون للعنف والابتزاز في هذا البلد.