تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير حسن عابدين، أحد أهم نجوم الدراما المصرية في ثمانينيات القرن الماضي، وصاحب الملامح الهادئة والحضور المميز الذي جعله قريبًا من قلوب المصريين، ورغم مظهره الجاد، ترك بصمة قوية في الكوميديا والتراجيديا على حد سواء، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الفن العربي حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على رحيله.
ولد حسن عابدين في عام 1931 بمدينة بني سويف، واسمه الحقيقي محمود عبد الوهاب عابدين، إلا أن أسرته اعتادت مناداته بـ"حسن"، وهو الاسم الذي ظل ملازمًا له طوال حياته الفنية. بدأ مسيرته من المسرح العسكري أثناء خدمته في القوات المسلحة، حيث اكتشف شغفه بالتمثيل وجال بين المحافظات في عروض مسرحية ميدانية، قبل أن يلتحق بوزارة الثقافة لتحقيق حلمه الفني.
تتلمذ عابدين على يد كبار المسرح مثل يوسف وهبي وعبدالرحيم الزرقاني، الذي أخرج له مسرحيته الشهيرة نرجس عام 1975، كما كان المخرج نبيل الألفي أحد الداعمين له فنيًا.
ورغم ملامحه الجادة، أبدع في الأدوار الكوميدية التي اتسمت بخفة الظل والذكاء، وشارك في أعمال لا تُنسى مثل مسلسل أنا وأنت وبابا في المشمش، برج الأكابر، أهلاً بالسكان، وأفلام درب الهوى وسترك يا رب، بالإضافة إلى مسرحيات عش المجانين وع الرصيف.
إلا أن حياته شهدت لحظة فاصلة بعد عودته من أداء مناسك العمرة، حينما طلب منه أحد الحراس الابتعاد عن قبر الرسول ﷺ لأنه ممثل. أثّر الموقف فيه بشدة ودفعه للتفكير في الاعتزال، حتى نصحه صديقه الفنان إبراهيم الشامي بزيارة الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي طمأنه بأن الفن رسالة سامية إذا حمل مضمونًا أخلاقيًا، فعدَل عن قراره.
وفي الخامس من نوفمبر عام 1989، رحل حسن عابدين عن عمر ناهز 58 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان الدم داخل أحد مستشفيات إنجلترا. ووفق رواية نجله خالد عابدين، نطق والده الشهادة أكثر من مرة قبل وفاته، تاركًا وصية مؤثرة لأبنائه بأن يتمسكوا بالقيم الدينية ويتقوا الله في أعمالهم وحياتهم.