الخميس 6 نوفمبر 2025

ثقافة

الأطفال في "الشارقة الدولي للكتاب".. مغامرات تفاعلية وفنون ثلاثية الأبعاد تنمّي الخيال والإبداع

  • 6-11-2025 | 10:41

جانب من الفعاليات

طباعة
  • أ ش أ

توافد مئات الأطفال وأسرهم إلى جناح الفعاليات المخصصة للصغار ضمن الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب ، الذي يُقام تحت شعار «بينك وبين الكتاب» ، ليخوضوا تجارب تعليمية فريدة تجمع بين المتعة والاكتشاف وتنمّي روح الإبداع في عقول النشء وبينما انشغل بعضهم بتجربة المهن الواقعية في فعالية «مغامرات المدينة الصغيرة» كان آخرون يعيشون تجربة الفن بأسلوب ثلاثي الأبعاد في ورشة «الفن الحي» في مشهدٍ يجسّد رؤية الشارقة للكتاب كمنصة شاملة للتعلّم والتعبير والإبداع.

وفي فعالية «مغامرات المدينة الصغيرة» التي خُصصت للأطفال من عمر 3 إلى 8 سنوات، صُمّمت مساحة تفاعلية كبيرة قُسّمت إلى خمس مناطق رئيسية، يعيش فيها الصغار تجربة محاكاة حقيقية لعالم الكبار من خلال ارتداء أزياء المهن المختلفة وممارسة أدوار الطهاة والمهندسين ورجال الإطفاء والبائعين والسائقين، في بيئة آمنة تراعي احتياجاتهم النفسية والتربوية.

بدأت المغامرة في "منطقة المطبخ"، حيث ارتدى الأطفال ملابس الطهاة وتعرّفوا على أدوات الطبخ وأساليب الطهي وقواعد النظافة والسلامة الغذائية، قبل أن ينتقلوا إلى "منطقة التسوق" ليتعلموا أسس البيع والشراء والتعامل مع النقود ومع الزبائن ، وفي "منطقة المرور" خاضوا تجربة قيادة السيارات المصغّرة وتعلّموا قواعد السير بطريقة ممتعة، ثم واصلوا رحلتهم إلى "منطقة الهندسة والمعمار" حيث بنوا وشيدوا باستخدام معدات مصغّرة وأدوات آمنة تناسب أعمارهم.

أما في "منطقة الإطفاء"، فقد عاش الأطفال تجربة رجال الدفاع المدني، إذ ارتدوا خوذهم واستمعوا إلى شرح عملي حول إجراءات السلامة وكيفية التعامل مع الحرائق ما عزز لديهم روح المسؤولية والانتباه للأمان الشخصي والجماعي.

وحظيت الفعالية بإقبال واسع من الأطفال وأولياء الأمور الذين أشادوا بفكرة الدمج بين التعليم واللعب، مؤكدين أنها تتيح للصغار اكتساب مهارات عملية واجتماعية متنوعة، مثل التعاون والعمل الجماعي وحل المشكلات والتفكير النقدي، في أجواء تفاعلية محفزة على التعلم.

وفي مساحة أخرى من المعرض، عاش الأطفال تجربة لا تقل إبداعاً في ورشة «الفن الحي»، التي قدّمتها الفنانة سارة مزهر ضمن برنامج الفعاليات الفنية، وعرّفت خلالها المشاركين من سن الثامنة فما فوق على تقنيات الفن ثلاثي الأبعاد وكيفية تحويل اللوحات الكلاسيكية إلى أعمال نابضة بالحياة.

جلس الأطفال أمام أربع لوحات عالمية شهيرة هي: «ليلة النجوم» لفنسنت فان جوخ، و«الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» ليوهان فيرمير، و«بورتريه فريدا كاهلو»، و«زنابق الماء» لكلود مونيه، ليعيدوا تخيّلها بعيونٍ جديدة، مستخدمين الخيطان والألوان والورق والقماش والمواد اللاصقة لصنع لوحاتهم الخاصة التي خرجت في شكل ثلاثي الأبعاد يبرز العمق والإحساس الفني.

وأكدت مزهر أن الهدف من الورشة هو أن "يعيش الأطفال التجربة الفنية بكامل حواسهم"، موضحة أن الفن ليس مادة للمشاهدة فقط، بل وسيلة لاكتشاف الذات والتعبير عنها .. قائلة : "نريد أن يقترب الأطفال من الفن بطريقة ممتعة، وأن يلمسوه ويشكّلوه بأيديهم، ليشعروا بأن اللوحة عالم يمكن إعادة تشكيله".

وهكذا قدّم معرض الشارقة الدولي للكتاب نموذجاً فريداً في تحويل الفنون والتعليم إلى تجارب حيّة، تُغرس في الأطفال محبة التعلم والإبداع، ليغادروا أروقة المعرض وهم يحملون شغف الاكتشاف وأحلام المستقبل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة