تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، نعود بالذاكرة إلى ما يقرب من قرنٍ مضى، حين نشرت مجلة «الهلال» في عددها الصادر بتاريخ 1 يونيو 1924 قصيدة نادرة بعنوان «نشيد توت عنخ آمون» للشاعر الكبير خليل مطران.
تبدو أبيات مطران وكأنها تُتلى من جديد بين جدران التاريخ، حيث ينهض «توت عنخ آمون» رمزًا للخلود والفن والدهشة، مرددًا: «أنا فرعون أنا توت آنَ مون… رب وادي النيل قهّار العِدى»
جاءت القصيدة، في ذلك الوقت، تزامنا واحتفاءً بالاكتشاف المذهل لمقبرة الفرعون الشاب، وتجسيدًا للفخر الوطني بالحضارة المصرية التي أبهرت العالم، وقد لحّنت هذا النشيد وسجّلته بالنوتة الموسيقية الآنسة فكتوريا ملحمه.
نص القصيدة:
أنا فرعون أنا توت آنَ مون ** رب وادي النيل قهارُ العدى
أنا مَن يُكبرُ فيه العالَمون ** عــهـــدَ مــصــرَ الأمجــــدا
راية خَضراءُ لاحت تَرفُّ ** بـــنـــــجـــــومٍ وهـــــــــــلالِ
لَونُها عن خِصْب مصر يَشِفُّ ** ظــلــهــا نورٌ بــدا لــــــي
مصرُ ما زالت كما ** مِـتُّ عنهـــا ذات مجـــدٍ لا يُسامــــى
وكــــفــانـــي ِنـعَـمًـا ** أن آراهـــــا وهي كالعهد مقامـــــــا
ذاك جاهٌ عَزَّ في الدنيا مَراما
جَنةُ الأمصـــارِ مصـــــرُ ** حُــــبُّــــها دِيْـــــــنٌ وإِصْـــــــرُ
كـــلنـــا يحيا لــــهـــــــا ** يفتــــــــــدي جمالهـــــــــــــــــــا
لم يَزَلْ تاريخُ مصرٍ قديمْ ** هو تاريخ المراقي والعلى
كله فخر وإنشاءٌ عظــيــم ** وفــنــــــــــونٌ وحُــلــــــى
حبذا اليومَ مآبي إليها ** بعد أن طــــــــال حـنـيـنـــــــي
مُبدِلا بالسعد وَجْدي عليها ** مــالـثًـــــا منها عيونـــــي
مصرُ لو تَعْلَمُ كم ** في ثراها قلوبٍ مغرمــــــــــــــات
لم يُصِبْ منها العَدم ** مَوضِعَ الحُبِّ لأرض العظمــــات
فهي احياءٌ بها خلْفَ الممات
عصْرها عَصري يُعاد ** كـــلــــــه عِــــــزٌّ ومجــــــــــد