الجمعة 7 نوفمبر 2025

ثقافة

ريادة مسرحية نسائية تُلهم الأجيال.. وأطفال يصوغون قصصهم بأيديهم في "الشارقة الدولي للكتاب"

  • 7-11-2025 | 10:19

جانب من الفعاليات

طباعة
  • أ ش أ

تواصل الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب تقديم مشاهدها الثقافية، ففي أجواءٍ نابضة بالثقافة والضوء، جمعت إحدى القاعات بين عبق التجربة المسرحية الإماراتية المُلهمة، بينما امتلأت قاعة أخرى بضحكات الأطفال وهم يحولون الخشب إلى قصصٍ نابضة بالحياة، لتلتقي الأجيال في ساحة الكتاب والإبداع.

شهد المعرض جلسة حوارية خاصة بعنوان "التجربة المسرحية النسائية في الإمارات"، ضمن برنامج "حوار مع رائدة من رائدات المسرح الإماراتي"، تحدثت خلالها الفنانة سميرة أحمد عن مسيرتها الممتدة بين المسرح والدراما التلفزيونية، وأدارتها الشاعرة شيخة الجابري، بمشاركة الكاتبة صالحة غابش في التقديم.

وفي مستهل اللقاء، أوضحت صالحة غابش أن الجلسة تأتي امتدادًا لمشروع توثيقي أطلقه المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، تمثل في إصدار كتاب "رائدات المسرح الإماراتي" للكاتب ظافر جلود، الذي يوثق إسهامات نساء أسسن مع زملائهن لمرحلة مفصلية في تاريخ المسرح المحلي، مشيرة إلى أن استضافة سميرة أحمد تسلط الضوء على تجربة ثرية جمعت بين الالتزام الفني والرؤية المجتمعية.

وتحدثت الفنانة سميرة أحمد عن البدايات الصعبة لدخول المرأة الإماراتية عالم المسرح، مؤكدة أن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود، وأن الاستمرار تطلب إيمانًا بالفن ودعمًا مؤسسيًا حقيقيًا. وأشادت بدور الشارقة ومسرحها الوطني في احتضان المواهب وصقل القدرات، معتبرة أن رؤية حاكم الشارقة شكّلت الأساس في ترسيخ حضور المسرح الإماراتي وازدهاره.

وأضافت أن الفن بالنسبة لها "مسؤولية لا مجرد حضور"، وأن الموازنة بين العمل الفني والحياة الأسرية كانت ركيزة أساسية في نجاحها، مشيدة بالدعم الأسري الذي مكّنها من اتخاذ قراراتها بثقة واستمرار عطائها الفني.

كما تناولت واقع الدراما التلفزيونية الإماراتية، مشيرة إلى أهمية دعم النصوص المحلية التي تعبّر عن المجتمع، وضرورة وضع استراتيجيات تطويرية لمواكبة العصر مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وأعربت عن أملها في أن يشهد المسرح الإماراتي جيلًا جديدًا من الكاتبات والمخرجات يواصِلن مسيرة الإبداع النسائي، ويقدمن أعمالًا تعكس قيم المجتمع الإماراتي وتنوعه الثقافي.

وفي ختام الجلسة، أثنت الشاعرة شيخة الجابري على إسهامات الفنانات الإماراتيات في ترسيخ التجربة المسرحية الوطنية، مؤكدة أن حضورهن أصبح جزءًا من الذاكرة الثقافية للدولة، وأن دعم الريادة النسائية في المسرح يمثل امتدادًا لمسيرة التنمية الثقافية التي تقودها الشارقة والإمارات.

وفي زاوية أخرى من المعرض، عاش الأطفال المشاركون تجربة فنية ثرية في ورشة حملت عنوان "سرد الحكايا بالخشب"، حيث تحوّل الخشب بين أيديهم إلى لغة جديدة للسرد، تتحد فيها الحكاية بالفن، والخيال بالملموس.
قاد الورشة مدربون مختصون في الفنون التربوية، قدّموا للصغار شرحًا مبسطًا حول كيفية التعامل مع الخشب وأدوات النحت الآمنة، وتعرّفوا على طرق تجسيد المشاهد والشخصيات المستوحاة من قصصهم المفضلة.
وبين ألوان الخشب ورائحته الدافئة، انشغل الأطفال بتشكيل حكاياتهم على طاولات الورشة، يقطعون ويلصقون ويطلون، وكأنهم يكتبون قصصهم بأصابعهم. تحوّل المكان إلى ورشةٍ صغيرة للأحلام، تتناثر فيها القطع الخشبية على شكل أبطال وفرسان وأشجار وبيوت وسفن صغيرة، صنعها خيالهم الطفولي بحماس وبراءة، فاختار بعضهم قصصًا يعرفونها مسبقًا، فيما ابتكر آخرون حكايات جديدة بالكامل.

وأكد المشرفون أن الهدف من الورشة هو تعزيز مهارات التعبير الفني وتنمية الحس الجمالي لدى الأطفال، وتشجيعهم على قراءة القصص بطريقة تفاعلية تجعلهم جزءًا من عالم الحكاية. وأوضحوا أن فكرة "سرد الحكايا بالخشب" تجمع بين التعلّم والمتعة، وتمنح الأطفال ثقة في قدرتهم على تحويل النص إلى عملٍ فني ملموس.

وفي ختام الورشة، عرض الأطفال أعمالهم الخشبية التي تحولت إلى صفحات مصورة من قصصٍ صنعوها بأنفسهم، فبدت الطاولات مساحة نابضة بالألوان والتفاصيل، تعكس شغفهم بالقراءة والإبداع، وتجسد روح المعرض الذي يفتح للأطفال أبواب الخيال ويغرس فيهم حب الكتاب والفن معًا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة