في خضم ضغوط الحياة اليومية وتحديات العلاقات الزوجية أو العاطفية، كثيرًا ما تنشغل المرأة أو الرجل بالتفكير في ما حدث بالأمس أكثر مما ينتبهان لما يمكن أن يكون غدًا، غير أن التقارير الحديثة في علم الأعصاب، التي نشرت على موقع Psychology Today، تشير إلى أن التفكير الإيجابي في المستقبل، خصوصًا عندما يشمل الشريك، لا ينعكس فقط على المزاج، بل يعيد تشكيل الدماغ نفسه بطريقة ترفع من مستوى السعادة، وتزيد القدرة على التكيف العاطفي، وتعمق الروابط داخل العلاقة.
حيث أكد العلماء أن الدماغ البشري ليس عضوًا ثابتًا، بل يمتلك قدرة مذهلة على التغيير المستمر تعرف بالمرونة العصبية، فعندما يتخيل الشريكان مستقبلًا مشتركًا مفعمًا بالإيجابية، مثل تحقيق هدف عائلي، أو بناء حياة أكثر استقرارًا، تنشط في الدماغ مناطق المسؤولة عن اتخاذ القرار وتنظيم العواطف، مثل القشرة الجبهية الأمامية.
كما أظهرت دراسات حديثة أن التفكير الموجّه نحو المستقبل يحفز مناطق الدماغ المسؤولة عن الدافعية والمكافأة، مثل الجهاز الحوفي والنواة المتكئة، مما يعزز الشعور بالأمان والرضا المتبادل داخل العلاقة.
-كما أن التفكير المتفائل في المستقبل لا يقتصر على العواطف، بل يرتبط أيضًا بكيمياء الدماغ، فعندما يتبادل الشريكان مشاعر الأمل والتخطيط لمستقبل مشترك، يفرز الدماغ الدوبامين، وهو الهرمون المسؤول عن التحفيز والشعور بالمكافأة، كما يرتفع مستوى السيروتونين، الذي يعزز الإحساس بالطمأنينة والاستقرار النفسي، وهذه التفاعلات الكيميائية تجعل التواصل أكثر دفئًا، وتقلّل من ردود الأفعال الانفعالية الحادة أثناء الخلافات، مما يسهل تجاوز الأزمات والتعامل مع الضغوط الزوجية بروح التعاون لا المواجهة.
كيف يمكن تدريب الدماغ على التفكير الإيجابي المشترك؟
التخيل الإيجابي معًا:
خصصا دقائق يومية لتصورا مواقف مستقبلية سعيدة تجمعكما، مما ينشط المسارات العصبية المرتبطة بالأمل والارتباط.
وضع أهداف مشتركة واقعية:
اكتبا معًا خططًا قصيرة وطويلة الأمد، واحتفلا بكل خطوة صغيرة نحو تحقيقها.
ممارسة الامتنان الموجه للمستقبل:
تحدثا عما تتطلعان إليه معًا، بدلًا من التركيز على ما ينقصكما الآن.
الاستماع الواعي:
عندما يشارك أحدكما حلمه أو طموحه، استمع الآخر دون مقاطعة أو استهزاء، فذلك يعزز الثقة والاحترام المتبادل.