مع بدء انتخابات مجلس النواب 2025، تتجه الأنظار ليس فقط نحو المرشحين والبرامج الانتخابية، بل نحو المرأة المصرية التي أثبتت عبر العقود أنها حجر الزاوية في كل عملية بناء ووعي، فهي ليست مجرد ناخبة تدلي بصوتها، بل هي قوة مؤثرة داخل أسرتها ومجتمعها، تمتلك القدرة على زرع قيم المشاركة والمسؤولية الوطنية في نفوس أبنائها وزوجها وجميع من حولها، ومن منطلق ذلك الحدث الهام، نتساءل عن الدور التربوي والتوعوي الذي يمكن أن تلعبه المرأة المصرية في جعل انتخابات 2025 درسًا عمليًا في الانتماء والوعي السياسي داخل كل بيت.
ومن جهتها قالت الدكتورة هبة الطماوي، أخصائي الإرشاد النفسي والتربوي والعلاقات الأسرية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي نشهدها يومي 10 و11 نوفمبر 2025 في الجولة الأولى، والإعادة يومي 3 و4 ديسمبر، تعد واجبًا وطنيًا قبل أن تكون حقًا دستوريًا، فهي التعبير الحقيقي عن إرادة الشعب واختياره لمن يمثله في التشريع والرقابة وصنع القرار، والمرأة المصرية تلعب دورًا محوريًا في تحفيز أفراد أسرتها على النزول والمشاركة الفعالة في انتخابات مجلس النواب، لأنها تمثل الوعي داخل البيت والعاطفة التي تلهم الفعل والمسؤولية.

وأضافت، أن القدوة تبدأ من المرأة داخل بيتها، فهي التي تعلم أبناءها بالتصرف أكثر مما تعلمهم بالكلام، فعندما تظهر الأم أو الزوجة وعيها السياسي، وتناقش المرشحين وبرامجهم وتصر على أداء واجبها الانتخابي، فإنها تزرع في نفوس أسرتها الإحساس بالمسؤولية والانتماء، كما أن مشهدها وهي تستعد للنزول إلى لجنتها الانتخابية يحدث أثرًا أكبر من أي حملة توعوية.
وأكملت، أن من أهم الأدوار التي تؤديها المرأة هو غرس مفهوم حرية الرأي والتعبير داخل الأسرة، وتشجيع الجميع على ممارسة حقهم في الاختيار دون ضغوط أو مجاملة، فالمشاركة لا تعني التأييد المطلق، بل تعني التعبير عن الموقف بحرية ومسؤولية، سواء كان تصويتًا بالموافقة أو بالرفض أو بالاعتراض، فكل صوت صادق هو لبنة في بناء الديمقراطية الحقيقية، ولذلك فعليها أن تحول يوم الانتخابات إلى تجربة إيجابية تجمع أفراد الأسرة على هدف واحد، فتشجعهم على الاستعداد معًا والنزول بروح من الانتماء والفخر، ثم الاحتفال البسيط بعد الإدلاء بالأصوات، وبهذه الطريقة، تغرس قيم المشاركة في نفوس الأبناء منذ الصغر، ويتحول التصويت من إجراء إداري إلى مشهد وطني يبعث على الاعتزاز.
وأكدت، أن البرلمان الذي ينتخب اليوم سيستمر في أداء دوره التشريعي والرقابي لمدة خمس سنوات، وهي فترة تمس حياة كل مواطن، في جميع المجالات التعليم، والصحة، والخدمات، والاقتصاد، ولهذا فإن الاختيار الواعي مسؤولية كبيرة، لأن العضو البرلماني هو من يشارك في سن القوانين ورسم السياسات العامة، حتى الصوت الرافض أو المعترض له قيمته، لأنه يعكس وعي المواطن وحرصه على أن يعبر عن رأيه بدلاً من أن يترك غيره يقرر نيابةً عنه.
واختتمت حديثها مؤكدة، على أن المرأة المصرية كانت ولا تزال صانعة الوعي في بيتها ومجتمعها، وأن دورها في تعزيز المشاركة السياسية لا ينفصل عن رسالتها التربوية والإنسانية، فهي التي تربي الأجيال على حب الوطن، والإيمان بأن الصوت أمانة وأن التغيير لا يأتي بالانتظار، بل بالفعل والمشاركة، وأشارت إلى أن هناك العديد من الحملات والمبادرات التي تعمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية التربية الواعية وحماية الطفل المصري من العنف الجسدي والإهمال العاطفي، وبناء أسر قوية ومجتمع يشارك في تقرير مصيره بحرية ومسؤولية.