كشف تقرير نشر على موقع " Popular Science"، أن الخوف شعور إنساني طبيعي، لكنه لا يقتصر على من يختبره فقط، بل يمكن أن ينتشر كالعدوى في المحيط القريب، خاصة داخل الأسرة أو بين الأصدقاء، وهو لا يعتبر مجرد إحساس داخلي، بل ينتقل من شخص إلى آخر عبر البصر والشم وحتى اللاوعي، ما يجعل المشاعر السلبية خصوصًا الخوف قابلة للانتقال دون كلمات أو مواقف مباشرة.
ويؤكد العلماء أن هذه العدوى العاطفية كانت ضرورية لبقاء الإنسان منذ القدم؛ فإذا خاف أحد أفراد القبيلة من حيوان مفترس، انتبه الباقون تلقائيًا واستعدوا للخطر، حتى قبل أن يروا التهديد بأنفسهم.
وأظهرت الدراسات أن رؤية أو سماع شخص خائف تفعل اللوزة الدماغية في المخ، وهي المنطقة المسؤولة عن الاستجابة للتهديدات، فترسل إشارات إلى الجهاز العصبي تطلق الأدرينالين، ما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وزيادة سرعة التنفس، وهي نفس أعراض الخوف لدى الشخص نفسه.
وأكد الأطباء النفسيون إلى أن النساء أكثر حساسية في التقاط المشاعر المحيطة بهن، وكذلك في نقلها، نظرًا لارتفاع درجة التعاطف لديهن واستجابتهن العاطفية الفورية، فعندما تشعر الأم بالخوف أو القلق، حتى وإن لم تعبر عن ذلك بالكلام، قد يلتقط أطفالها هذه الإشارات اللاواعية من تعبيرات وجهها أو نبرة صوتها، فيشعرون بالتوتر هم أيضًا، ولهذا، يوصي الخبراء الأمهات بالانتباه إلى لغة الجسد ونبرة الحديث أمام الأبناء، لأن الأطفال يستمدون إحساسهم بالأمان من استقرار الأم الداخلي.
وأضاف التقرير أنه لا يتوقف انتقال الخوف على الرؤية أو السماع فقط، بل يمتد إلى الشم أيضًا، حتى رؤية وجه خائف أو سماع صوت مرتجف يمكن أن يُحفّز استجابة الخوف لدى الآخرين، فبحسب الدراسات، مجرد ملاحظة تعبيرات وجه شخص يشعر بالذعر تكفي لتنشيط اللوزة الدماغية لدى من يشاهده، ما يعني أن الخوف يمكن أن ينتقل لا شعوريًا دون وجود خطر حقيقي، ويؤكد الخبراء أن هذه الظاهرة تفسر سبب انتشار التوتر في الأماكن المزدحمة أو المواقف العصيبة، مثل الحوادث أو الكوارث، حيث تنتقل المشاعر بسرعة من شخص إلى آخر كما تنتقل الموجات في الماء.