السبت 8 نوفمبر 2025

عرب وعالم

بوتسوانا وأنجولا تتنافسان للسيطرة على عملاق الألماس "دي بيرز"

  • 8-11-2025 | 10:36

صناعة الألماس

طباعة
  • دار الهلال

تشهد صناعة الألماس الأفريقية منافسة محتدمة بين بوتسوانا وأنجولا للفوز بالحق في الاستحواذ على شركة "دي بيرز" العملاقة.

وقد تعيد هذه الصفقة رسم خريطة سوق الألماس بالقارة، في ظل السعي لتعزيز الإيرادات الوطنية واستثمارات التعدين واستغلال الثروات الطبيعية الهائلة للألماس في أفريقيا.

فقد عقد مسؤولو التعدين في بوتسوانا وأنجولا اجتماعا استضافته العاصمة البوتسوانية، جابورون،، في ظل تنافس شديد بين البلدين للاستحواذ على شركة "دي بيرز"، الذراع المتخصص لتجارة الألماس التابع لشركة "أنجلو أميركان"، التي عرضته للبيع في إطار عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق تمر بها الشركة العالمية.

وذكرت وكالة "بلومبيرج" أن وزيرة التعدين في بوتسوانا، بوجولو كينيويندو، ووزير الموارد المعدنية الأنجولي، ديامانتينو بيدرو أزيفيدو، أجريا مباحثات مغلقة استمرت 40 دقيقة قبيل إدلاء تصريحات للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك عقداه عقب انتهاء المباحثات.

وقال المسؤولان إنهما ناقشا التعاون في قطاع الألماس، علاوة على الطاقة واللوجيستيات، بيد أنهما لم يقدما المزيد من التفاصيل.

وأثار الاجتماع تكهنات بشأن صفقة محتملة يتم بموجبها تقاسم ملكية شركة "دي بيرز" بين البلدين، وذلك في إطار تحالف محتمل بين أكبر دولتين لإنتاج الألماس في القارة الأفريقية.

ونقلت وسائل إعلام غربية عن وزيرة التعدين البوتسوانية، كينيويندو قولها "إن الشغل الشاغل للجميع هذا العام يتركز على أداء صناعة الألماس وجهودنا التعاونية لكي تستعيد تلك الصناعة حيويتها وبريقها"، وتابعت تصريحاتها قائلة "باعتبارنا من أكبر منتجي الألماس من حيث الكمية والقيمة في العالم، فمن الطبيعي أن نلتقي وتتشابك أيدينا لمناقشة كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الموارد الطبيعية".

تمتلك بوتسوانا 15 في المائة من شركة "دي بيرز" عبر مشروعها المشترك المعروف باسم "ديبسوانا" الذي يسهم بنحو 70 في المائة من معروض الألماس الخام للشركة العالمية، وتنظر حكومة جابورون إلى شركة "دي بيرز" باعتبارها أصل استراتيجي قومي. وقد تضررت الدولة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية بشدة جراء التراجع العالمي في أسعار الألماس، الأمر الذي زاد من رغبتها في تأمين سيطرة أكبر على الشركة.

أما أنجولا التي اقترحت في بادي الأمر تشكيل كونسرتيوم مالي أفريقي من الدول المنتجة للألماس للتعاون في امتلاك "دي بيرز"، حولت دفتها في أكتوبر من خلال تقديمها عرضاً أحادياً لامتلاك حصة أغلبية فيها.

وشكل ذلك التحرك تصعيداً لحرب عروض محتملة بين الدولتين الجارتين المنتجتين للألماس.

وتمكنت أنجولا أخيراً من التغلب على بوتسوانا، إذ اعتلت صدارة أكبر منتجي الألماس في أفريقيا من حيث القيمة لأول مرة منذ عقدين، حسب بيانات أصدرتها مؤسسة "كيمبرلي بروسيس"، وهي هيئة اعتماد دولية.

وتفوقت أنجولا بإنتاجها من الألماس في عام 2024 لتتجاوز إنتاج بوتسوانا، وهو ما يُعد تحولاً رمزياً في ترتيب الدول المنتجة للألماس في القارة السمراء.

تقيم "أنجلو أميركان" العالمية، التي تمتلك حصة نسبتها 85 في المائة من "دي بيرز"، تلك الشركة عند حوالي 5 مليارات دولار، بينما يقدر محللون في بنك "يو بي إس" السعر النهائي بما يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، آخذين في الاعتبار تراجع أوضاع السوق.

وتقول "بلومبيرج" إن صفقة البيع جذبت ستة مشترين محتملين، بما فيهم مجموعات استثمارية يتزعمها مديران تنفيذيان سابقان في شركة "دي بيرز"، جاريث بيني وبروس كليفر، وشركتان هنديتان هما "كيه جي كي جروب"، و"كابو جيمس"، وصناديق قطرية، والملياردير الهندي أنيل أجاروال، رئيس مجلس إدارة مجموعة "فيدانتا ريسورسز ليمتد" العالمية المتخصصة في الموارد العالمية.

وتأسست شركة دي بيرز عام 1888 على يد الرائد سيسيل رودس، ويقع مقرها الرئيسي في جوهانسبرج، جنوب أفريقيا. وتتحكم الشركة في حصة كبيرة من إمدادات الألماس الخام عالميا، وتعتبر لاعبا استراتيجيا في سوق المجوهرات والألماس الفاخر.

وتمتلك دي بيرز عمليات تعدين واسعة في جنوب أفريقيا، بوتسوانا، ناميبيا، كندا، وأستراليا، وتدير مناجم رئيسية وشبكات توزيع عالمية. كما تشارك في مشروع Debswana مع حكومة بوتسوانا، أحد أهم المشاريع المشتركة في قطاع التعدين الأفريقي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة