أفادت صحيفة "الجارديان" ، اليوم السبت، بأن الحكومة البريطانية وشركات المياه تعملان على إعداد خطط طوارئ لمواجهة جفاف محتمل العام المقبل، يتوقع أن يكون الأشد منذ عقود، في ظل تراجع معدلات الأمطار وازدياد الضغوط على الموارد المائية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في شركات المياه قولهم إنهم يشعرون بقلق بالغ من احتمال مرور الشتاء المقبل بأمطار أقل من المعدل الطبيعي، وفقا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية البريطانية (ميت أوفيس)، وهو ما قد يستدعي اتخاذ إجراءات مشددة في استخدام المياه "تتجاوز حظر خراطيم المياه".
وأوضحت "الجارديان" أن إنجلترا شهدت هذا الصيف موجات جفاف واسعة النطاق، إلا أن آثارها كانت محدودة نسبيا بفضل الأمطار الغزيرة التي هطلت في خريف وشتاء العام الماضي، مما ساهم في امتلاء الخزانات وارتفاع منسوب المياه الجوفية.
غير أن فترات الجفاف الطويلة خلال الأشهر الأخيرة أدت إلى استنزاف تلك الموارد، حيث انخفض متوسط امتلاء الخزانات إلى 63.3% مقارنة بـ76% في مثل هذا الوقت من العام، فيما هبطت مستويات بعض الخزانات في مقاطعتي "ويست ساسكس" و"سومرست" إلى أقل من 30%.
ونقلت الصحيفة عن أليستير تشيشولم، مدير السياسات بالمؤسسة البريطانية لإدارة المياه والبيئة، قوله إن "الشتاء الجاف الثاني هو مرحلة الخطر الحقيقي"، مشيرا إلى أن استمرار الطقس الجاف خلال الربيع والصيف المقبلين قد يؤدي إلى مزيد من أوامر الجفاف وقيود أوسع على استخدام المياه.
وسجلت هيئة الأرصاد البريطانية حتى نهاية أكتوبر نحو 61% فقط من متوسط الأمطار السنوي المعتاد، محذرة من خطر تكرار فترات الجفاف خلال فصلي الخريف والشتاء.
وأكدت وزيرة المياه البريطانية إيما هاردي أن الحكومة تراقب الوضع عن كثب، وتعمل مع "المجموعة الوطنية للجفاف" وشركات المياه لضمان استمرار الإمدادات، مشيرة إلى المضي في تنفيذ خطط لإنشاء تسعة خزانات جديدة لتعزيز الأمن المائي في البلاد.
كما حذر خبراء هيدرولوجيا من أن استمرار الجفاف قد يؤدي إلى أزمة مائية حقيقية خلال صيف 2026، داعين إلى الإسراع في تنفيذ سياسات ترشيد المياه، واستعادة الأراضي الرطبة، وتحسين إدارة الموارد المائية لمواجهة آثار تغير المناخ.