رأت وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية اليوم الأحد أن الهدنة المعلنة يبدو أنها لم توقف نزيف الدم ولا معاناة المدنيين حيث تؤكد وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى تجاوز 69 ألف شخص، بينما تتواصل عمليات انتشال الجثث وتبادل الرفات بين إسرائيل وحماس في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية، وفي الوقت نفسه، يتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وأوضحت في سياق تقرير إخباري إن وزارة الصحة في غزة، أكدت أن عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس تجاوز 69 ألف شخص حتى الآن، مع استمرار عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض في أنحاء القطاع المدمر، في ظل هدنة هشة تتضمن تبادلاً لجثامين القتلى بين الطرفين.
وأوضحت الوزارة أن الارتفاع الأخير في أعداد الضحايا ناتج عن انتشال مزيد من الجثث منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، إضافة إلى تحديد هويات ضحايا آخرين. وتشمل الحصيلة أيضًا فلسطينيين قُتلوا في غارات إسرائيلية تقول تل أبيب إنها استهدفت "عناصر مسلحة متبقية " .
وقال مسؤولون في مستشفيات غزة إن إسرائيل أعادت السبت جثامين 15 فلسطينيًا، بعد يوم من إعادة مسلحين فلسطينيين جثمان رهينة إسرائيلي.
ويُعد تبادل الجثامين الجزء الأساسي من المرحلة الأولى للهدنة،التي تنص على أن تقوم حركة حماس بإعادة جميع جثامين الرهائن الإسرائيليين في أسرع وقت ممكن. فيما واصلت عائلات الأسرى والمتضامنون التظاهر في تل أبيب مساء السبت للمطالبة بإعادة جثامين جميع الرهائن .
وتستهدف الهدنة إنهاء أكثر الحروب دموية ودمارًا بين إسرائيل وحماس، والتي بدأت في 7 أكتوبر 2023 عندما شنّت الحركة هجومًا على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص وأسر 251 آخرين .
وفي الضفة الغربية المحتلة، شن مستوطنون إسرائيليون السبت هجومين على مزارعين فلسطينيين وآخرين خلال موسم قطف الزيتون، في وقت تسجل فيه أعمال العنف الاستيطاني مستويات غير مسبوقة هذا العام.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن 11 شخصا أصيبوا في بلدة بيتا، بينهم صحفيون ومسعفون ونشطاء دوليون. وقال ناشط السلام الإسرائيلي جوناثان بولاك لوكالة "أسوشييتد برس" إنه كان يشارك في قطف الزيتون عندما هاجمه عشرات المستوطنين الملثمين المسلحين بالعصي، مضيفًا أنه أُصيب في رأسه ونُقل إلى المستشفى، وشاهد مستوطنين يهاجمون صحفية ويضربونها حتى تهشمت خوذتها.
كما أبلغ الهلال الأحمر الفلسطيني عن هجوم آخر للمستوطنين في قرية بورين القريبة، ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص، بينهم أربعة نشطاء أجانب ورجل يبلغ 57 عامًا.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن شهر أكتوبر شهد العدد الأعلى من اعتداءات المستوطنين منذ بدء التوثيق في عام 2006، حيث سجلت أكثر من 260 هجمة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
تُظهر الإحصاءات أن الاعتقالات في جرائم عنف المستوطنين نادرة، فيما تصل نسبة الملاحقات القضائية إلى أقل من 4% من الحالات، وفقًا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقال أحمد ضهير، مدير الطب الشرعي في مستشفى ناصر بخان يونس، إن جثامين 300 فلسطيني أُعيدت حتى الآن من إسرائيل، تم التعرف على 89 منها فقط، مضيفًا: "لا نملك الموارد الكافية أو عينات الحمض النووي اللازمة لمطابقة الجثث مع عائلات الشهداء، وسيتم دفن المجهولين على دفعات".
وأضافت وزارة الصحة أن 284 اسمًا جديدًا أُضيف إلى قوائم القتلى بعد التحقق من هوياتهم بين 31 أكتوبر و7 نوفمبر، وأن 241 شخصًا قُتلوا منذ بدء الهدنة، معظمهم أثناء محاولات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
ولا تزال أعداد كبيرة من الفلسطينيين في عداد المفقودين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل مسلحين اثنين اقتربا من قواته في شمال وجنوب غزة.