فجّرت تقارير صحفية مفاجأة كبرى بعدما كشفت أن ماسة فلورنسا الشهيرة التي فُقد أثرها لأكثر من قرن، عادت للظهور من جديد، بعدما تم العثور عليها مخبأة داخل خزانة بنك كندي في مقاطعة كيبيك في كندا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الماسة تعتبر واحدة من أثمن الجواهر الملكية في أوروبا، والتي غابت لأكثر من 100 عام.
وتزن الماسة الفلورنسية، ذات اللون الأصفر الليموني البراق 137 قيراطًا، وتعد من أشهر الأحجار الكريمة في التاريخ الأوروبي.
وبحسب صحيفة "جارديان" فقد زينت الماسة تيجان ملوك وملكات أوروبا لقرون، وتنقلت بين قصور آل ميديشي في فلورنسا وسلالة هابسبورغ النمساوية حتى فُقد أثرها بعد الحرب العالمية الثانية وسط شائعات عن سرقتها أو تهريبها إلى أمريكا الجنوبية.
لكن القصة الحقيقية، كما كشفت عنها الصحيفة، تبدو أشبه بفصل مفقود من رواية غامضة، فبعد الحرب العالمية الأولى، نقل الإمبراطور النمساوي المجري تشارلز الأول جواهره الثمينة إلى سويسرا خشية الاضطرابات الثورية، قبل أن تفرّ عائلته إلى المنفى.
ومع اجتياح النازيين لأوروبا عام 1940، حملت زوجته الإمبراطورة زيتا المجوهرات في حقيبة من الورق المقوّى، وهربت مع أطفالها الثمانية إلى كندا، حيث استقرت العائلة في مقاطعة كيبيك.
ويقول حفيد الإمبراطور، كارل فون هابسبورغ-لوثرينغن، في تصريحات للصحيفة: "شعرت جدتي بالأمان أخيرًا هناك، أعتقد أنه في تلك اللحظة وضعت الحقيبة الصغيرة في خزانة بنك، وبقيت هناك لقرن من الزمن".
بحسب الرواية العائلية، أوصت الإمبراطورة زيتا ابنيها روبرت ورودولف بإبقاء مكان الماسة سرًا تامًا لمئة عام بعد وفاة تشارلز عام 1922، حفاظًا على سلامتها، وقبل وفاتهما، ورّث الأخوان السرّ لابنيهما، لتبقى الماسة حبيسة الظلام في قبو بنك كندي طوال القرن العشرين.
وعلى مدار عقود، أحاطت الأساطير بهذه الجوهرة، البعض رأى أن الماسة كانت من بين الكنوز التي نهبها هتلر، فيما اعتقد آخرون أنها أُعيدت صهرها وبيعها تحت اسم آخر في أمريكا الجنوبية أو أوروبا، فيما زعم بعض خبراء الأحجار أن ماسة شاه فارس عيار 99 قيراطًا قد تكون جزءًا من الماسة الأصلية بعد إعادة قطعها.
لكن التأكيد الأخير جاء على لسان كريستوف كوشيرت، ممثل شركة AE Köchert، صائغ البلاط الإمبراطوري النمساوي سابقًا بقوله: "لا شك لدينا.. ما تم اكتشافه في كندا هو الماسة الفلورنسية الأصلية والتاريخية بكل تفاصيلها".