أكد الدكتور مصطفى سعدي مسؤول الأمانة الفنية لألية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث بجامعة الدول العربية ، أهمية تعزيز التعاون العربي والدولي في مواجهة الأخطار والكوارث .. مشيرًا إلى أن الاستثمار في التعليم الواعي بالمخاطر يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات مرنة قادرة على الصمود.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور مصطفى سعدي خلال الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمخاطر التسونامي ، الذي نظمته اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث بمجلس الوزراء بالتعاون مع المكتب الإقليمي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث للدول العربية (UNDRR) ومكتب اليونسكو الإقليمي.
حضر اللقاء اللواء محمد عبدالمقصود رئيس اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث بمجلس الوزراء ، دكتور عبدالعزيز زكي ممثل قطاع العلوم بمكتب اليونسكو بالقاهرة ، ريدان السقاف نائب مدير المكتب الإقليمي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، محمد حسان مدير إدارة دراسات مخاطر تغير المناخ بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ، ورانيا حماد مسؤولة الاتصال والعلاقات والتعاون الدولي بالمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.
وأعرب الدكتور مصطفى سعدي عن تقدير جامعة الدول العربية لهذه الشراكة البناءة .. قائلا : إن هذه الشراكة تعكس التوجه العالمي نحو العمل الجماعي المنسق لمواجهة الأخطار المتعددة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تحديات متزايدة نتيجة التوسع الحضري السريع وتغير المناخ والضغوط على الموارد الطبيعية.
وأشار إلى أن آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث تلعب دورًا محوريًا في قيادة العمل العربي المشترك.. موضحًا أنها أصبحت الإطار الإقليمي الجامع لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات، بما يتماشى مع الاستراتيجية العربية وإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث (2015 – 2030).
وقال الدكتور مصطفى سعدي : إن الاجتماع السابع لآلية التنسيق الذي عُقد مؤخرًا في مملكة البحرين، اعتمد عددًا من المبادرات النوعية لتعزيز جاهزية الدول العربية واستدامة برامجها، من أبرزها المبادرة العربية لتعزيز دور التعليم في الحد من مخاطر الكوارث، وهي الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي.
وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى وضع خارطة طريق عربية لإدماج مفاهيم الحد من مخاطر الكوارث في المناهج الدراسية وبناء قدرات المعلمين وتطوير المدارس الآمنة والمجتمعات التعليمية المرنة، لتصبح العملية التعليمية بوابة رئيسية لترسيخ ثقافة الوقاية والصمود.
وأشار إلى أن تنفيذ هذه المبادرة يتم من خلال لجنة فنية عربية تضم في عضويتها مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، ومنظمة اليونسكو، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، حيث تعمل اللجنة على تحديث الخطط الوطنية للتعليم في أوقات الأزمات ومتابعة تنفيذ خارطة الطريق على المستوى الإقليمي.
وأكد ممثل الجامعة العربية أن ربط التعليم بالمناخ والكوارث أصبح ضرورة حيوية ضمن رؤية عربية متكاملة تدعم مبادرات مثل "الإنذارات المبكرة للجميع" والمدارس الآمنة والتعليم من أجل التنمية المستدامة.. موضحًا أن مواجهة الكوارث تبدأ قبل وقوعها بسنوات من الوعي والتدريب والتخطيط.
واختتم الدكتور مصطفى سعدي كلمته بالتأكيد على التزام الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمواصلة دعم الدول الأعضاء وتوسيع المبادرات الإقليمية التي تربط بين التعليم والمناخ والاستدامة، لبناء أجيال عربية قادرة على حماية حاضرها وصناعة مستقبلها.. مشيدًا بالشركاء الإقليميين والدوليين على دعمهم المستمر للعمل العربي المشترك في مجال الحد من مخاطر الكوارث.