تحل اليوم، 10 نوفمبر، ذكرى رحيل الفنانة معالي زايد، واحدة من أكثر نجمات جيلها موهبة وتنوعًا، والتي رحلت عن عالمنا عام 2014 بعد صراع مع المرض، تاركة خلفها مشوارًا فنيًا حافلًا بالأعمال المميزة في السينما والمسرح والتلفزيون.
ولدت معالي زايد في أسرة فنية عريقة، فوالدتها الفنانة آمال زايد التي اشتهرت بدور "أمينة" في فيلم بين القصرين، وخالتها الفنانة جمالات زايد، وهو ما جعل حب الفن يجري في عروقها منذ الصغر. درست في كلية التربية الفنية ثم المعهد العالي للسينما، لتجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية.
بدأت معالي مشوارها الفني بعد أن اكتشفها المخرج نور الدمرداش وقدمها في مسلسل الليلة الموعودة، لتصبح انطلاقتها الحقيقية نحو النجومية، وخلال مشوارها الفني، قدمت أكثر من 19 فيلمًا إلى جانب عدد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية التي أثبتت من خلالها قدرتها على التنوع في الأدوار، ما بين الدراما والكوميديا والشخصيات الصعيدية.
من أبرز أعمالها التي لا تُنسى، دورها في فيلم الشقة من حق الزوجة أمام النجم محمود عبد العزيز، والذي شكل محطة مهمة في مسيرتها الفنية، وكذلك تألقها في مسلسل امرأة من الصعيد الجواني بدور "نوارة"، الزوجة القوية التي تواجه مجتمعها بصلابة وواقعية.
لم تكن معالي زايد فنانة تمثيل فقط، بل كانت رسامة موهوبة عُرفت بحبها لفن "البورتريه"، وأقامت عدة معارض لأعمالها الفنية، وكانت تمتلك مزرعة صغيرة على طريق مصر – الإسكندرية الصحراوي تقضي فيها أوقاتها بعيدًا عن الأضواء عندما لا يكون لديها عمل فني.
مرت الفنانة الراحلة بسنوات صعبة وصفتها بـ"عام الحزن"، حيث فقدت والدها ووالدتها وشقيقتها في فترة قصيرة، وهو ما جعلها أكثر انعزالًا وتأملًا في الحياة، حتى صرحت في أحد حواراتها قائلة: "القدر اختبرني كثيرًا.. ولم يعد شيء يهزني بعدما فقدت أحب الناس إلى قلبي."
كما واجهت أزمة شهيرة خلال عرض فيلم أبو الدهب مع أحمد زكي وممدوح وافي، بعد اعتراض الرقابة على أحد المشاهد، ما تسبب في تقديم بلاغات ضدها والحكم عليها بالحبس قبل أن يتم إلغاء الحكم بالاستئناف.
توفيت معالي زايد في مثل هذا اليوم من عام 2014، بعد رحلة فنية استثنائية جمعت بين الموهبة والجدية والاختلاف، لتبقى واحدة من العلامات البارزة في تاريخ الدراما المصرية.